أخبار جهوية - إقليمية - محلية : للاتصال الالكتروني hamid.hisgeo@gmail.com


مرحب بزوارنا الكرام - القنيطرة : الكدش تشعل مسيرات الغضب بالقنيطرة يوم الأحد 13 يونيو 2010- القنيطرة - تعلن "حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية ـ فرع القنيطرة " عن تنظيم مخيمها الصيفي " بشاطئ الحوزية " لفائدة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات و 14 سنة و ذلك من 1 إلى 15 يونيو . فعلى الراغبين من الإستفادة الإتصال ب : أشرف محمد المسياح 0672077483 ، هشام الهاشمي 0662670342 أو بالمقر الكائن قرب سينما الأطلس


للتضامن مع معتقلي بوعرفة : المناضل كبوري ورفاقه

twitter

حوار مع ابراهيم ياسين حول المناظرة من أجل ملكية برلمانية

الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

أربعينية الفقيد الحسين الادريسي يوم الاحد 2 يناير بقاعة بغداد

حضور الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد محمد مجاهد
السلطة المحلية ترفض وضع لافتة بالشارع العام إخبارا بالحدث

مصطفى لمودن - سيدي سليمان .
من المنتظر أن يترأس محمد مجاهد الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد أربعينية الفقيد المناضل الحسين الإدريسي التي ستنظم يوم الأحد 2 يناير بسيدي سليمان ابتداء من الساعة الثانية بعد الزوال بقاعة بغداد (الخاصة). ومن المرتقب حضور ممثلي عدة هيئات وطنية ومحلية هذه المناسبة لما عرف عن الفقيد من علاقات إنسانية كان يطبعها الاحترام والتقدير، ولما عرف عنه من انخراط نضالي واسع في هيئات تقدمية مناضلة؛ منها السياسي والحقوقي والنقابي والجمعوي...
تشرف على الإعداد لجنة موسعة من مناضلي الحزب الاشتراكي الموحد، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والنقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش.)، والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، وجمعية العقد العالمي للماء، والجامعة الوطنية لأندية السينمائية بالمغرب... وتقرر توجيه الدعوات لهيئات محلية وأشخاص ذاتيين، وفي نفس الوقت هناك دعوة مفتوحة للحضور.
وقد علمنا رفض السلطات المحلية وضع لافتة بالشارع تخبر بالحدث متذرعة بوجود اسم "الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين"، وأمام تفهم أعضاء هذه الجمعية للوضع، قرر المنظمون إعادة صياغة الإعلان عن الأربعينية بدون ذكر أي هيئة.
تجدر الإشارة أن الفقيد الحسين الإدريسي المزداد سنة 1947، حاصل على الإجازة في التاريخ من جامعة محمد الخامس، وأحد المعتقلين السياسيين السابقين، وقد كان قيد حياته مدرسا بثانوية علال الفاسي بسيدي سليمان لمادة الاجتماعات قبل تقاعده، وهو من ضمن المساهمين في تأسيس "منظمة العمل الديمقراطي الشعبي" سنة 1983، وساهم في سيرورات الاندماج التي قام بها هذا الحزب سواء سنة 2002 حين خرج إلى الوجود حزب "اليسار الموحد" أو 2005 حين تشكل "الحزب الاشتراكي الموحد".. ومعروف عن الفقيد مساهماته الواسعة في تأسيس الجمعيات والانخراط في أخرى، من ذلك أنه كان أمينا للمال في المكتب الوطني للجامعة الوطنية للأندية السينمائية، ورئيسا لمجلس "دار الشباب 11 يناير" بسيدي سليمان، ورئيسا لودادية الحي الذي يقطنه، وغير ذلك من المسؤوليات الكثيرة كمنسق للجنة دعم الشعب الفلسطيني بسيدي سليمان، ومنسق "تنسيقية مناهضة ارتفاع الأسعار وتدني الخدمات العمومية"، وقبل وفاته يوم الأربعاء 24 دجنبر 2010 كان رئيسا لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان.. وقد كان تشييع جنازته في ظهر يوم الخميس 25 دجنبر 2010 حدثا غير مسبوق في مدينة متوسطة كسيدي سليمان، وقد رفعت أثناء ذلك أعلام وطنية وفلسطينية وصورة مكبرة للفقيد تتقدم الحشد الذي شيع الجثمان..
لقد كان الفقيد الحسين الإدريسي المواطن المناضل الذي يوثر على نفسه ولو كانت به خصاصة من أجل الآخرين

الاثنين، 27 ديسمبر 2010

حوار مطول مع الرفيق ينسعيد ايت ايدر : شيخ اليسار المغربي .

أجرى الحوار : بشرى الضو ، مجلة المشهد .
محمد بنسعيد أيت إيدر، ليس اسما عابرا في التاريخ الوطني المغربي، عاش حياته ماخرا عباب بحر السياسة في المغرب واكتوى بتقلباته وخبر مفاجآته. شابا جاء من شتوكة آيت باها، بلاد الفقيه والعلامة المختار السوسي، ومنها إلى مراكش، حيث سينسج هناك مصير شاب حيوي حر ومتوثب لمغرب الاستقلال.
بدأ معركة الحصول على الاستقلال مع رفاقه في قيادة المقاومة وجيش التحرير، ولم تنته المعركة مع مغرب ما بعد الاستقلال.
خبير في مسالك السياسة في البلاد، ويعرف جيدا مداخلها ومخارجها، طموحه الوطني الصميمي، كان دافعه القوي للقاء مع أجيال السياسة في المغرب. أسس رفقة شباب يساريين منظمة 23 مارس، وكان الحلقة الجامعة للخلافات، ومصهر التجربة الحقيقي، وعاد من المنفى في 1981 ليؤسس مع رفاقه منظمة العمل الديمقراطي الشعبي في 1983، لتبدأ فصول جديدة من حياة اليسار الجديد في المغرب.
يعاود المناضل و"الرفيق" محمد بنسعيد في "عاشها ويرويها" الوقوف على محطات أساسية من حياته كرجل وطني وكقائد من قيادات جيش التحرير، ويقدم إضاءات حول أكثر من سبعة عقود من العمل السياسي لرجل نزيه وسياسي مخضرم وأحد أوجه النظافة السياسية القليلة في البلاد.
----------------------

سؤال: نود أن تحدثنا عن البدايات الأولى، ومناخ مغرب العشرينيات من القرن الماضي، الذي ولدت فيه؟

جواب: ولدت في سنة 1925 بقرية تينمنصور، في فترة ما تزال القوات الاستعمارية تواجه بمقاومة شديدة من مجاهدي جنوب المغرب، وبجباله في الجنوب الشرقي من البلاد، وبمناطق لخصاص وأيت باعمران، تكبدت فيها جيوش الاحتلال ومرتزقته من المغاربة خسارات ثقيلة.
أذكر، في هذه المرحلة، وأنا في سن مبكرة، أنني كنت أشاهد أفواجا من جيوش الاحتلال تمر أمام قرية تينمنصور، في صفوف طويلة، عبر عربات تجرها البغال، متجهة نحو الجنوب، وأحيانا كانت تنصب خيامها للاستراحة أو لقضاء الليل بها، فالمنطقة آنذاك لم تكن بها طرق معبدة ولا شاحنات النقل. ويثير انتباهنا كأطفال عديد من النفايات من علب السردين ولفافات من التبغ، وهي أشياء حديثة من الصناعة لا نفهم أصولها، وتثير فضولنا للبحث عنها.
كما عشت جزءا مهما من السياسة، التي كانت تنهجها الإدارة الفرنسية تجاه أبناء المنطقة، الذين كانوا يشعرون بثقل الاحتلال، الذي فرض عليهم، منذ البداية، الخدمة الإجبارية، والعمل في أوراش شق الطرق، وبناء مكاتب لمصالح إدارية، والثكنات العسكرية لتثبيت سيطرتها المباشرة على السكان، وشرعت أيضا نوعا من الضرائب على الفلاحين تدعى "الترتيب"، وقع إلغاؤها في عهد حكومة عبدالله إبراهيم. وأذكر أيضا أن والدي، رحمه الله، كان لا يقضي كثيرا من أوقاته في القرية، إذ كان يتنقل بشكل مستمر، في أسفار إلى كل من مراكش، وشمال المغرب، إلى الصحراء الجنوبية وأيت باعمران، كانت تفرضها عليه مهامه التجارية، في البيع والشراء في الجمال والخيل والبغال، فهذه التجارة تعتبر مناسبة في ربط علاقات متنوعة مع زملاء له في المهنة، ولقد تموقعت أسرتي في فضاء من العلاقات الواسعة حتى أصبحت "دار أيت إيدر" بقرية "تينمنصور" مركزا معروفا بنشاطه التجاري والاجتماعي، وملتقى معروفا لدى عديد من شرائح المجتمع القروي.
في هذا الجو العائلي والقروي، عشت جزءا مهما من طفولتي كتلميذ بالمسيد، حفظت فيه القرآن الكريم، بقراءات ثلاث، بعدها لم يبق أمامي سوى الانتقال إلى مدرسة سيدي محمد الشيشاوي بالقبيلة، لتعلم اللغة العربية والنحو والفقه، لكن المدة لم تكن طويلة، ورغبة مني في تطوير معلوماتي والاطلاع على فضاءات أخرى، وللتحرر نسبيا من الوسط العائلي وطقوسه، تحولت إلى مدرسة "أبو عبدالله" في محيط مدينة تيزنيت، وموقعها مجاور لحدود المنطقة "الإسبانية". بهذه المدرسة، تشكلت اللبنات الأولى لشخصيتي عندما بدأ الاهتمام بما يجري حولي في المغرب وفي العالم الخارجي، وسمحت لي ظروفي المادية بفتح علاقات إنسانية متنوعة، ومع وجوه من المواطنين وأعيان المنطقة بآيت إبراهيم، ولمست خلالها التصرفات المهينة من طرف ضباط الشؤون الأهلية الفرنسيين مع السكان المغاربة، كما تصلني أصداء أخرى من المناطق الخاضعة للاحتلال الإسباني.
من هذه المدرسة، كنت أتابع أخبار الحرب العالمية الثانية، وانعكاساتها القاسية على أغلب السكان المغاربة، في ما اشتهر بأيام "البون"، وما نتج عنها من جفاف ومجاعة وانتشار الأوبئة، التي راكمت جثث الأموات في القرى والمدن، دون أن تجد من يدفنها، ورغم فظاعة الحياة الصعبة، فإن الطلبة كانوا يتابعون أخبار الحرب، وإن كانت وسائل الاتصال مقتصرة على الأخبار الشفوية في غياب الصحافة والراديو.
وكنت، بفضل تنوع اتصالاتي، أجد المصادر المهمة للمعلومات الجديدة عن الحرب، فهناك أخبار خاصة تصلني من مدينة إيفني يغلب عليها دعايات المحور، التي يرددها النظام الفرانكوي والموجهة ضد فرنسا.
سؤال: انتقلت بعد ذلك إلى مراكش، حيث استكملت دراستك الجامعية، كيف عشت هذه المرحلة من حياتك؟
جواب: انتقلت إلى مدينة مراكش في مرحلة عرفت بلادنا انفراجا سياسيا، بعد الحرب العالمية الثانية، قرر فيها المقيم العام الفرنسي إريك لابون إطلاق سراح المعتقلين المحجتزين في السجون أو في المنافي البعيدة عن وطنهم، عاد فيها كل من علال الفاسي زعيم حزب الاستقلال، ومحمد بلحسن الوزاني زعيم حزب الشورى والاستقلال، وأحمد بلافريج من منافيهم، كما أن العالم الجليل محمد المختار السوسي سمح له بمغادرة مكان إقامته الجبرية بقرية "إليغ"، التي دامت قرابة تسع سنوات، قضاها العلامة في البحث والدراسة لكشف ما تخزنه سوس العالمة، وقد لبيت دعوته بالذهاب إلى مدينة مراكش لمتابعة دراساتي العلمية، عند زيارته لمدرسة "أبو عبدالله"، وهذه فرصة ثمينة أخرجتني من مناطق معزولة إلى الفضاءات المفتوحة على المدن الحضرية والعالم الخارجي.

مدرسة الرميلة
فتح الأستاذ العلامة من أجلنا مدرسة خاصة في زاوية طائفة الدرقاوي بالرميلة، في مدينة مراكش، تقتصر مهمتها على تنفيذ برنامج دراسي مكثف ومستعجل لمجموعة من الطلبة، من أصول ريفية، تشكل مرحلة انتقالية يتعلمون فيها ما يضمن لهم الالتحاق بكلية بنيوسف، في مستوى متقدم، وأوصلني الاختيار إلى السنة الرابعة من الثانوي، إلى جانب متابعة برنامج الكلية العادية، فإنني ملزم بحضور دروس إضافية يعطيها الفقيه المختار السوسي في أوقات اختيارية، تتعلق بتفسير القرآن الكريم والحديث النبوي، والأدب العربي، كانت تحدد لها أوقات خاصة، ويشارك في دروسه هذه أفواج من الطلبة من كلية بنيوسف وخارجها لما لها من أهمية وللطريقة المرحة، التي يلقن بها الأستاذ السوسي دروسه الأدبية للطلبة الشباب.
سؤال: التحقت بصفوف حزب الاستقلال وأنت طالب في كلية بنيوسف، لماذا هذا الحزب بالضبط، ومن شجعك على الانخراط في العمل السياسي؟
جواب: مازلت أحتفظ بذكريات عن زملاء في الدراسة كنت على ارتباط بهم في بداية إقامتي بمراكش، تعلمت أشياء كثيرة، وأخص بالذكر من بينهم الطالب الخنبوبي سبق له أن تلقى دروسه الأولية في مدرسة "جسوس" بالرباط، أفادني كثيرا في عديد من قضايا الحياة المدنية، وقراءة الكتب والصحافة ومتابعة أفلام السينما، وبفضل هذا الزميل تعودت على اقتناء جريدة "العلم"، لسان حال حزب الاستقلال، علمتني قضايا جديدة في حياتي، والجريدة هي التي ربطتني بالمعارك الدائرة بفلسطين، عشت معها نكبة 1948 المؤلمة، وفتحت طريقي إلى الانخراط في العمل السياسي، وبالضبط في حزب الاستقلال، إضافة إلى أحد زملائي بمدرسة "الرميلة"، هو الذي استقطبني إلى صفوف هذا الحزب، باعتباره يشكل القوة المهيمنة في محيطي الدراسي.
باشرت العمل السياسي عند التحاقي بالشبيبة الطلابية، ومنها تلقيت تكوينا سياسيا، من خلال نشرات خاصة بالنشاط الطلابي، من أناشيد وطنية ودروس تنظيمية للحزب أو بواسطة ندوات يقيمها للطلبة عديد من قادة الحزب في مقدمتهم عبدالله إبراهيم والمهدي بنبركة، يقدمون إلينا عروضا متنوعة سياسية وثقافية، وعن حركات التحرير في كل من الهند وأندونيسيا والشرق العربي وإفريقيا. تعلمنا منها عديدا من التجارب النضالية، سواء السلمية، التي قادها المهاتما غاندي، أو التي تختار الكفاح المسلح، كما أدركنا منها أيضا الطرق، التي سلكتها عدد من الدول من أجل تحقيق الحداثة، والتطورات، التي حققها عهد الأنوار بأوروبا، مقارنة مع فشل تجربة البعثة المغربية، التي بعثها الحسن الأول إلى أوروبا، ونجاح بعثة اليابان في اكتساب العصرنة.
تعلمت كثيرا من هذه الأنشطة، التي أعطتني دفعة قوية في عطاءاتي المتواصلة في معركة التحرير وبناء الاستقلال، كمناضل ملتزم في القطاع الطلابي بمراكش، وانطلقت حركة نضالية وازنة ملأت أصداؤها فضاءات واسعة ليست بمراكش لوحدها، بل شملت عدة مدن مغربية، وبالخصوص فاس ومكناس والرباط، وهي فترة شهدت فيها القضية الوطنية نهوضا متصاعدا في الساحة المغربية، وفي الميدان الدولي، أفرز توترات وصدامات مع اللوبي الاستعماري بقيادة كل من الجنرالين جوان، وكيوم.
وبمراكش، قام طلبة بنيوسف بمبادرة نضالية ذات أهداف سياسية واجتماعية، في مناسبتين: الأولى بخوض إضراب عام عن الدراسة بكلية بنيوسف كتعبير من الطلبة عن تضامنهم مع طلبة القرويين واحتجاجا على الاعتقالات، التي لحقت مجموعة مهمة منهم أثناء نضالهم المشروع، وكان الهدف من الإضراب هو تدشين أعمال تنسيقية نضالية مشتركة للحركة الطلابية بفاس ومراكش، في إطار تكوين منظمة طلابية موحدة على الصعيد الوطني، وكان الاقتراح من فكرة عبدالله إبراهيم، تبنتها القيادة الطلابية بمراكش، وتعرض هذا الإضراب لحملة قمع شرسة من أعوان باشا مراكش التهامي الكلاوي من أجل إيقاف هذه الحركة، أشرف عليها الكلاوي نفسه لإقبار فكرة الوحدة الطلابية، استعمل أنواعا تقليدية في إرهاب المضربين عن الدراسة، الضرب بأزتل 200 جلدة، وإطعام مجموعة معروفة بصلابتها بالفلفل السوداني الحار، كما أصدرت محكمة الباشا أحكاما قاسية على قادة الإضراب.
هذا النوع من الإرهاب أثار سخطا واسعا وسط قواعد الحركة الاستقلالية، كما لقي عطفا كبيرا على الصعيد الوطني، وخاصة لدى مناضلين حزبيين في كل من الدارالبيضاء والرباط.
المناسبة الثانية، كانت سنة 1952، في ظروف تعرض فيها القضية المغربية على منبر الأمم المتحدة، ومن بين قراراتها إرسال بعثة أممية، يمثلها وفد من أمريكا اللاتينية، إلى المغرب، بطلب من فرنسا، ليقف على ما يسمى بالإصلاحات، التي حققها الاستعمار الفرنسي ببلادنا، وعلى رأسها سد بين الويدان بإقليم بني ملال. ووجد هذا الوافد على مدينة مراكش استقبالا حمل شعارات تنادي باستقلال المغرب وحريته الكاملة، كما قدم وفد من المتظاهرين الطلبة والشباب الجريء مذكرة سلمت لأعضاء الوفد تفضح مزاعم الإقامة العامة الفرنسية، وسنجد هنا أيضا باشا مراكش يتدخل بالنيابة عن أسياده الاستعماريين بما يسمى بقوات "الدوارة" لقمع المتظاهرين، كما شنوا حملة اعتقالات شملت إلى جانب قادة من الحركة الطلابية مسؤولين قياديين لحزب الاستقلال، في مقدمتهم المرحوم عبدالله إبراهيم، وعبدالقادر حسن، وصدرت في حق هؤلاء أحكام جائرة، وزج بهم في سجون خارج مراكش، في تازناخت بإقليم ورزازات، وضواحي مدينة دمنات، لقد وقع هذا الحدث في مرحلة مليئة بالتوترات والصدامات ضد الاستعمار وأقطابه، وأفرزت وسط تلك الحركة الطلابية وجوها لعبت دروا بارزا في قيادة المقاومة المسلحة، في طليعتهم محمد بوراس الفكيكي، وعبدالسلام الجبلي، ومحمد البصري، وبوشعيب الدكالي الحريري، وآخرون.
سؤال: سبق أن قلت يجب أن نكف عن تحميل الدولة وحدها مسؤولية ما وقع لجيش التحرير في الجنوب، ماذا كنت تقصد بكلامك؟
جواب: لا أتذكر السياق والمناسبة، التي قلت فيها هذا الكلام، ولكن هذا لا ينفي أن للدولة مسؤولية أساسية في عديد من الوقائع، التي عرفها جيش التحرير في نهاية الخمسينيات، والبلاد حينئذ كانت تعرف سلسلة من الصراعات بين أنصار استكمال الوحدة الترابية في استمرار لحركة التحرير، التي يمثلها جيش التحرير، وبين المناوئين لها، وهي ظرفية شديدة التعقيد لم يعد فيها جيش التحرير مرغوبا فيه، رغم أنه يشكل جزءا من مؤسسة الدولة، خاضعا مباشرة للملك محمد الخامس، وهو المسؤول الأول عن شؤونه، يلجأ إليه في حل عديد من قضاياه الشائكة. غير أن ولي العهد غير موقفه من استمراره، بدعوى وجود أناس في صفوفه لا يوحون بثقة المؤسسة الملكية، ومن هؤلاء من يعبر عن مواقف لم تكن مقبولة لديه حول الصراع الممتد داخل الحياة السياسية بالمغرب، ولو كان هؤلاء ممن شاركوا في تحرير البلاد وعودة محمد الخامس إلى عرشه.

اختراق استخبارات الاحتلال لصفوف جيش التحرير
ودون شك أن جيوش الاحتلال الفرنسي والإسباني استفادت من الخلل الواقع في صفوف جيش التحرير، والخلافات المتنوعة بين عناصر لها رغبة في استمرار الكفاح المسلح في سبيل استكمال الوحدة الترابية، وبين أولائك الذين قاموا بمؤامرات هادفة لإيقافه. ومن هذا الجانب، أؤكد أن معركة "إيكوفيون" لم ينتصر فيها جيش العدو بفضل تفوقه العسكري والمادي، بل نتيجة اختراقات كسب فيها العدو عناصر من ذوي النيات السيئة، ومن الذين ارتكبوا أخطاء جسيمة من تمردات واختلاسات حالت دون تقدم حركة التحرير في مسيرتها النضالية. كما كانت هناك أخطاء أخرى ارتكبت من طرف المسؤولين عن قيادة التحرير، إما عن حسن نية، أو لخلل في التقدير.

سؤال: لماذا لم يتضمن كتابك الأول تفاصيل دقيقة عن الموضوع؟
جواب: فعلا، فإن الكتاب الأول لا يحيط بشكل مفصل بما وقع من أحداث وتمردات وانسحابات لأعضاء من صفوف جيش التحرير، وكذلك لم يفسر الكتاب بما فيه الكفاية شروط معركة "إكوفيون" ونتائجها السلبية. وبالمناسبة، أعد القراء، وكذلك الباحثين، أن يتضمن كتابي الثاني معلومات مفيدة لم تكن واردة في الكتاب السابق، وسأنشر فيه مذكرة قدمتها قيادة جيش التحرير إلى الملك محمد الخامس، بوصفه المسؤول الأول عن جيش التحرير، وفي يده القرار الحاسم في استمراره أو إنهاء مهمته، أواخر سنة 1959، تحتوي على شرح مستفيض للصعوبات، التي واجهها الجيش في مسيرته الطويلة، لمدة تتعدى أربع سنوات. كما يتضمن الكتاب تقارير سرية لما تقوم به استخبارات جيوش الاحتلالين الفرنسي والإسباني في متابعة تحركات حركة التحرير ببلادنا، وخاصة بالجنوب المغربي، ويتضمن كذلك تقارير داخلية تصف حياة الجيش ومهامه اليومية، وبيانات وملتمسات...
وأتمنى أن يعطي محتوى هذا الكتاب الأجوبة الشافية للأسئلة المطروحة على ما قمت بنشره عن معركة الصحراء وأيت باعمران.

سؤال: علاقتك مع الفقيه البصري كانت جيدة، ما الذي جعلها تتأزم في ما بعد؟
جواب: السي محمد البصري كان رفيق الدراسة بكلية بنيوسف، جمعتني وإياه نضالات سياسية لفترات مليئة بأحداث ووقائع مجيدة، لا يمكن لأحد منا أن يتجاهلها أو ينساها، ولقد أشر ت إلى جانب منها في النشاطات، التي قادتها حركة طلاب بنيوسف ضد الإقطاع وأقطاب الاستعمار بمدينة مراكش، وهي المدينة التي هيأتنا لمعارك مقبلة.
فالمعارك، التي قادتها نخبة من الطلبة، فتحت أمامهم فضاءات جديدة من العلاقات السياسية الواعدة تجاوزت محيط مراكش إلى كل من البيضاء والرباط ومكناس وفاس، عن طريق وفود متعددة إليها، ومنهم من استقبلوا من طرف الملك محمد الخامس ومن ولي عهده، بهدف وضعهما في صورة التصرفات القمعية المهينة، التي مارسها عليهم باشا مراكش التهامي الكلاوي، ولقي الوفد اهتماما لدى جلالة الملك، الذي وعدهم بالتدخل مباشرة لإعادة الأمور إلى نصابها، وبعودة المطرودين إلى متابعة دراستهم بالكلية، كما استقبلت تلك الوفود بترحاب كبير وتضامن مادي ومعنوي من طرف مناضلين بقواعد حزب الاستقلال أينما توجهوا في الدارالبيضاء والرباط.
فهذه الزيارات شكلت فرصة بدء لقاءات سياسية متنت من العلاقات المباشرة بينهم، والتي سيكون لها دور فاعل في فترة أزمة الحزب بعد ضربة 8 دجنبر 1952، التي لحقت القادة السياسيين والنقابيين، والتي نتج عنها بروز الأنوية الأولى للمقاومة المسلحة.

النفي من مراكش إلى مسقط الرأس تيمنصور

وفي موجة من الاعتقالات المذكورة لقادة من الحركة الطلابية، تعرضت للطرد، مع مجموعة من زملائي الطلاب، بتهمة الإساءة بالضرب لأحد المخبرين لأجهزة البوليس المحلي بمدينة مراكش، الأمر الذي أبعدني عن رفاق الدراسة، بمن فيهم السي محمد البصري، لفترة من الوقت محدودة، وسيستمر الاتصال بيننا، بصفة غير مباشرة، بفضل شبكات للمنظمة السرية، مكنتني من لقاء مباشر مع زميل لي بمراكش، هو عبد السلام الجبلي، الذي كان يقوم آنذاك بمهمة تنظيم شبكات جديدة بالجنوب المغربي، والذي وضعني في الجو، وما يمكن القيام به. وخلال وجودي بإيفني، تجدد ارتباطي بالسي بوبكر، الاسم الحركي للسي محمد البصري، عن طريق مبعوثين سريين لهم مهام ربط الاتصالات في ما بين قيادة المنظمة السرية، وفرع تابع لها بسيدي إيفني، وكنا نستعمل رسائل مرموزة كوسيلة سرية لضمان سير أنشطتنا الخاصة في أمان، فالسي بوبكر عضو فاعل في قيادة المقاومة بالدارالبيضاء، وزميله عبدالسلام الجبلي مع الشهيد البطل محمد الزرقطوني، إلى أن وقع اعتقاله في بداية شهر أكتوبر 1954، ومنذ هذا التاريخ انقطعت اتصالاتي معه، ولم أعد أسمع عنه شيئا، إذ كان، طبعا، يوجد تحت رحمة الأجهزة القمعية للبوليس الفرنسي، الذي يستخدم ضده كل أنواع التعذيب، لانتزاع ما يمكن من اعترافات عن زملائه، من قادة شبكات المقاومة المسلحة.

أحداث أكتوبر 1954

شهد شهر أكتوبر من سنة 1954 حدثين لهما أهمية لافتة.
بالنسبة للحدث الأول، يتعلق بالوضعية الداخلية للمقاومة المسلحة، إذ أن البوليس الفرنسي استغل خللا تنظيميا لقيادة المنظمة السرية، أدى إلى اكتشاف أعضاء بارزين في قيادتها بالبيضاء في 9 أكتوبر 1954، من بينهم السي بوبكر (محمد البصري)، وعبدالسلام الجبلي، وامبارك الروداني، والحسين الصغير، والحسين بومديان. وكان لهذا الاعتقال أثار سلبية على مركزية العمل الفدائي، سواء بمدينة الدارالبيضاء، أو على الصعيد الوطني، أدى إلى ظهور قادة جدد لم يكونوا قادرين على ضبط المقاومة المسلحة بشكل موحد، بل فجر طاقات قوية في صفوف الجماهير، بطرق يسودها نوع من الارتباك والفوضى.
أما الحدث الثاني، فهو أن الجمهورية الرابعة الفرنسية أدركت خطورة تطورات الكفاح المسلح في أوساط واسعة من الشعب المغربي، وخوفها من وحدة النضال المسلح على صعيد مغاربي، فسارعت حكومة مانديس فرانس إلى فتح انفراج سياسي بعد فشل تجربة العنف، التي قادها كل من الجنرالين جوان وكيوم، وأدت إلى إقصاء الحركة الاستقلالية والملك الشرعي للبلاد عن الحكم، وفسخ بذلك العمل الشرعي السلمي، الذي نهجه كل من الملك والحركة الاستقلالية، وإصدار مراسيم بحل الأحزاب الوطنية بتهمة المؤامرة ضد سلامة الدولة، تمهيدا لمؤامرة 20 غشت 1953. فهذه التدابير اللامشروعة من طرف اللوبي الاستعماري وضعت فرنسا في مأزق سياسي صعب، بعد أن أخذ الكفاح المسلح طبيعة شعبية في عموم المغرب، وفي هذا الشهر تحرك مجموعة من قادة الحركة الوطنية في كل من تونس والمغرب بهدف فصل كفاحهما الوطني من الجزائر، وهذان الحدثان وضعا المغرب في مسيرة من الغموض والقلق، ولم تعد آفاقه توحي بالاطمئنان والأمن لدى كل الأطراف الخائفة على مستقبل الوطن.

إعادة الاتصال مع الفقيه البصري

كيف ذلك، هل يمكن أن توضح أكثر؟


كان الوطن، في هذه المرحلة، يعيش حركة مهولة وانتفاضات متصاعدة أخذ فيها الكفاح المسلح طبيعة عامة وشاملة، ولم يعد لأي تنظيم مركزي ضبطه، أو التحكم فيه، كما انتقلت آثاره إلى سجون الاحتلال، وسمحت لجماعة من الفدائيين بتنظيم الفرار منها، وكان السي محمد البصري في قافلة الذين تحرروا من السجن المركزي بالقنيطرة، في شروط غير مأمونة، إذ كانت البلاد ما تزال تحت السيطرة المطلقة لمراقبة الدرك والجيش الاستعماري، وبدعم من مقاومين، استطاع البصري اجتياز حواجز الدرك والبوليس للوصول إلى الدارالبيضاء، والتحقت به في بداية يناير 1956، في جو مضطرب ينعدم فيه الأمن، وقطعت آنذاك الحدود الشمالية صحبة مراسل خاص، وبهوية مستعارة، وكانت مهمتي في تلك اللحظات القيام بربط الاتصالات من مقر القيادة المركزية بتطوان، مع كل من الناظور، ومرنيسة، وبني زروال، ومدريد، والدارالبيضاء، وسيدي إيفني بصفة مؤقتة. واعتبارا لهذه الوظيفة، اقتصر الحديث بيننا عن الأوضاع المقلقة في صفوف جيش التحرير، والتحديات، التي بدأت تواجه المقاومة وجيش التحرير، وكان الوقت في زحمة، سمعت فيه من الفقيه البصري توجيهات أحملها عند عودتي إلى تطوان، ومواقفي عن كل ما يجري أمامي لم تكن فاعلة بالقدر المطلوب، وكنت أسمع وأنفذ اعتمادا على الثقة المطلقة، في مرحلة لا أملك فيها تصورا واضحا يمكن اعتماده لمواجهة المفاجآت الصعبة، أهمها الانقسامات والتخوفات، لدى كثير منا، والتي تهدد وحدة المقاومة وجيش التحرير. وبما أن المعارك، التي خضناها معا، منذ بداية الاستقلال، وفي محطات مختلفة، كانت عديدة، ولا يمكنني حصرها، فيمكن الاكتفاء بإجمالها في عناوين مختصرة وعريضة:
أولا، فترة حكومة البكاي الأولى، وانعكاسات اختطاف قادة جبهة التحرير الجزائرية عليها، وتقديم استقالة أعضاء حزب الاستقلال منها، ودعوتهم إلى حكومة منسجمة، أو تكوين مجلس تأسيسي.
ثانيا، إنشاء تكتلات وردود الفعل لدى خليط من فئات غير منسجمة، فضح متآمرين من المحافظين وأعوان المخزن، يقودهم مدير ديوان ولي العهد ويحملون شعارات التعددية الحزبية ومناهضة هيمنة الحزب الوحيد.
ثالثا، مرحلة بدء فرز بين القوات ذات اتجاه حركة التحرر الوطني ومواجهة الاستعمار الجديد من أجل تحقيق استقلال حقيقي سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي، وبين اتجاه آخر يحمل أفكارا تميل إلى الغرب، مدعما بالمحافظين والاستعمار الجديد، ولا أنكر هنا وجود عناصر وطنية ومن المقاومين حشروا في هذا الاتجاه، لأسباب أجهلها يمكن أن تكون اضطرارا.
رابعا، أزمة حزب الاستقلال. فأمام ضغط الأحداث والفرز السياسي، عرفت صفوف حزب الاستقلال نقاشات وصراعات حادة أدت إلى إنشاء لجنة سياسية تضم اللجنة التنفيذية للحزب، وقيادة الاتحاد المغربي للشغل، وقيادة من المقاومة وجيش التحرير، والانخراط في برنامج يعمل على توحيد موقف الحزب حول المشاركة في الحكم، والتحضير لعقد مؤتمره في 11 يناير 1959، تكونت من أجله لجنة تحضيرية من أربع شخصيات، قاسم الزهيري وبناني يمثلان اللجنة التنفيذية، ومحمد منصور ومحمد عبدالرزاق يمثلان الاتحاد المغربي للشغل والمقاومة، وفشل عقد المؤتمر، بعد الأزمة الثانية لحكومة البكاي ورفض الملك للشروط التي عبر عنها البيان السياسي للجنة السياسية لحزب الاستقلال، وهذا الرفض من طرف الملك محمد الخامس أدى إلى تراجع أعضاء أساسيين من القيادة التاريخية عما وقعوا عليه في البيان، وفي نظري، يعود هذا التراجع إلى أن هؤلاء لا يريدون الدخول في مواجهة سياسية مع الملك محمد بنيوسف، الذي بدأ يقف مواقف التردد حول أحداث تشكل الخريطة السياسية الجديدة بالبلاد، تتبلور حولها مفاهيم تحدد الصراع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بين الفئات المكونة للمجتمع المغربي، وظهر للبعض من الصف الوطني أن المؤسسة الملكية تبتعد تدريجيا عن مواقعها كحكم محايد بين الفئات المتصارعة على مراكز القرار، وللأمير ولي العهد ثقل كبير في الدفع بتغيير موازين القوى السياسية لصالح الأحزاب القديمة الجديدة.

تحالف جديد يقوده أحمد رضا اكديرة

في اعتقادي أن التطورات والتغييرات، التي بدأت تظهر في المحيط السياسي هي التي عجلت بإعلان الجامعات المتحدة لحزب الاستقلال، وبجواب عملي على انعقاد مؤتمر الحزب، كما أن بوادر التحالف بين الأحزاب القديمة الجديدة بدعوى الدفاع عن الملكية بقيادة أحمد رضا اكديرة، دفعت بتكوين الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، في شروط غير ناضجة.
فهذه القضايا تشكل لوحدها أرقاما تاريخية ثابتة إذا أمعنا النظر فيها كعوامل ملموسة في تغيير التوازنات التي طرأت بغاية الانفراد بالحكم، وبناء دولة قوية تأخذ السلطة بيد من حديد، ويؤكد هذا التطور القيام بحملة قمع مست عناصر بارزة من المقاومين عندما تجرأ مدير الأمن الوطني على اعتقال كل من عبدالرحمان اليوسفي، والفقيه البصري بتهمة المس بالمقدسات في شهر دجنبر 1959 وفي عهد حكومة عبدالله إبراهيم والتي لم تكن تملك سلطة مباشرة على قوات الأمن والجيش الملكي، ولن يمر شهر كامل حتى أقدم البوليس على اعتقال مجموعة معروفة من المقاومين 14 فبراير بتهمة اغتيال ولي العهد، نشرت هذه التهمة جريدة أحمد رضا اكديرة بعناوين بارزة، وجند لها رئيس التحالف ومدير ديوان ولي العهد رضا اكديرة حملة إعلامية سافرة، وتعرض المقاومون لتعذيب شديد، ولكن قاضي التحقيق فضح هذه التهمة المفبركة، باعتبار الشاهد الوحيد يجهل أغلب الذين قيل له من طرف مدير الأمن وحتى من ولي العهد إضافتنا إلى ملف المتهم الأول بنحمو الفاخري، وأخبرني أحد المشرفين على استنطاقنا أن ولي العهد ومدير الأمن أمرا بإضافة مقاومين آخرين لانتزاع الاعترافات منهم عن طريق التعذيب.
لقد أثارت حملة الاعتقالات حملة واسعة من الاستنكار في مقدمتهم العالم الجليل محمد بلعربي العلوي الذي قدم استقالته من مجلس العرش إلى الملك محمد الخامس، احتجاجا على اعتقال مقاومين كان لهم الفضل في الاستقلال وإعادة الملك إلى عرشه كما وقعت ردود فعل عقوبته تمردات بمراكش ونواحيها وبني ملال وبجبالها وبالبيضاء، ووقعت اغتيالات للأعوان والبوليس، الذين أشرفوا على تعذيب المقاومين، وفي هذا الجو جرى إدماج رئيس التحرير بالصحراء المقدسة في صفوف الجيش الملكي وإقالة حكومة عبدالله إبراهيم.
فهذه الأحداث الكبيرة لم تكن نتيجة إجراءات عادية، بل اعتبرها عديد من المهتمين بالأحداث السياسية المغربية أنها إجراءات لبداية تحولات سياسية ذات أبعاد في تغيير التوازنات، التي خلقتها معركة الاستقلال.
وقام الملك محمد الخامس بإصدار العفو على هؤلاء المعتقلين من أجل التخفيف من الاحتقان، الذي خلفته هذه الحملة في نفوس شرائح مهمة من المقاومين، ولكن أصداءها لم تنقطع، بل مست مركز الثقة بين الملك والمقاومين، ذهبت بعيدا في مواجهة مشروع الدستور المطروح من طرف الملك الحسن الثاني على الاستفتاء، واستمر هذا التوتر لمدة طويلة شهدت تجارب مرة في عملية مؤامرة يوليوز 1963.
إن الضربة القاسية التي أصابت الاتحاد الوطني للقوات الشعبية كانت مثار نقاش مهم لدى بعض الأطر المسؤولة في الحزب، التي شعرت بثقل الثمن، الذي أدته الجماهير الشعبية مقابل نتائج باهتة، أسئلة مختلفة مطروحة علينا أثناء البحث عن معالجة ما خلفته من مآسي وأضرار قبل الانفراج، الذي وقع بعد انتفاضة 23 مارس 1965، لقد تبلورت لدينا أفكار نقدية لتجربة 16 يوليوز 1963، وما خلفته في قواعد الحزب من أضرار مؤلمة، وخاصة منها الأغلبية الكبيرة، التي تعرضت لقمع شرس دون أن تكون على علم بما وقع، كما أن جزءا من قيادة الحزب لم تكن معنية بهذا الموضوع.
ومن جانب آخر، فإن هذه الأضرار أثارت قلقا متناميا لدى جماهير الشباب والطلبة، الذين اندفعوا في انتفاضة 23 مارس 1965، التي قمعها وزير الداخلية والدفاع الجنرال أوفقير بعنف صارخ، ولكن الدولة، في الأخير، اضطرت، بعد ذلك، إلى إطلاق سراح المتهمين بمؤامرة إسقاط النظام، وفي مقدمتهم الفقيه محمد البصري.
في إطار الحوار، الذي كان يدور بيننا عن أهم الأحداث التي حفلت بها سنة 1965، بإطلاق سراح المحكومين في ما يسمى بمؤامرة 16 يوليوز 1963، وانقلاب 19 جوان بالجزائر، وأخيرا اختطاف الشهيد المهدي بنبركة، اتضح لدينا أن الجو في صفوف الحركة الاتحادية مرتبك، كما أن الآفاق المقبلة يسودها الغموض، وتدور بيننا أفكار متضاربة لدى البعض لمعالجة أوضاعنا الداخلية، الشيء الذي دفعنا، من الجزائر، إلى استدعاء الفقيه محمد البصري لمغادرة البلاد، خوفا من أن يتعرض لفخ جديد، والبلاد ما تزال تعيش أوضاعا غير قارة، وكذلك من أجل مراجعة مواقفنا من الأحداث بتقييم نقدي لهذه التجربة المرة، غير أننا لم نصل إلى قناعة مشتركة بيننا في القطيعة عما يوصف بالبلانكية والازدواجية في النضال السياسي، وفي شروط مؤثرة، تخليت له عن كل مسؤولياتي في الجزائر، والتحقت بفرنسا، في وضع نفسي محبط.

سؤال: هناك من يتهمك بأنه كانت لديك يد في اغتيال عباس المساعدي؟

جواب: المرحوم عباس المساعدي توفي في فترة تاريخية من الصعب تفسير ظروفها بحكم التشابكات والصراعات المختلفة التي شابتها، إذ لم يكن المساعدي لوحده الذي تعرض للاغتيال، بل توجد لائحة كبيرة سابقة له ولاحقة عليه، وفي التاريخ نفسه، في مقدمتهم إبراهيم الروداني، والزيراوي، وعبدالكريم بنعبدالله، وعبدالواحد العراقي، والوزاني، وبرادة، وعبدالله الحداوي، ورحال المسكيني، وثريا الشاوي، وآخرون... وما ميز الشهيد عباس المساعدي أن أناسا بنوا على جثته حزبا قبليا يجمع حوله أبناء الأعيان وأعوان الاستعماريين من قياد وباشوات ومن مناصري بنعرفة، والمهمة الأولى لهذا الحزب أنه أنشئ لمناهضة الحركة الاستقلالية، والاتهامات، التي يوجهها المحجوبي أحرضان وأمثاله من خصوم حركة التحرير، وردت من أحد الشعارات المستعملة لدى حركته لمحاربة مزاعم هيمنة الحزب الوحيد، والتعددية السياسية الهدف منها تشتيت الحركة الوطنية.
وبهذه المناسبة، فإنني أطرح على هؤلاء الأسئلة الآتية:
أولا، من الذي قام بمحاولة اغتيال الزعيم علال الفاسي بجبال الأطلس في أحد أنشطته الحزبية، في المرحلة نفسها؟
ثانيا، من الذي كان وراء تمرد عامل تافيلالت عدي أوبيهي على الدولة، وتعامله مع جنرالين فرنسيين زوداه بالأسلحة، بمشاركة القائد الحسن اليوسي، لإسقاط حكومة بلافريج المعينة من طرف جلالة الملك محمد الخامس؟
ثالثا، كيف انطلقت أحداث الريف، ومن الذي أشعلها، وكان السبب في القمع، الذي ذهب ضحيته عديد من أبناء الريف الأبرياء؟
هناك مثل شهير يقول "من كان بيته من زجاج فلا يضربن الناس بالحجارة".

سؤال: هناك، أيضا، من يتهمك بالإشراف على اغتيال شيخ العرب؟
جواب: لأول مرة أسمع منكم هذه التهمة، وهي دليل على خلفيات هؤلاء، إذ أن أحمد أكوليز، المدعو شيخ العرب، استشهد في معركة بطولية ضد أجهزة الجنرال أوفقير، ونال إعجاب أطراف واسعة من الجماهير الشعبية، بقدر ما أزعج أدوات قمع أوفقير وأعوانه.

سؤال: وماذا عن اغتيال المهدي بنبركة؟
جواب: هذا السؤال لن يجد بعد جوابا شاملا، لقد اختطف الشهيد بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر على لقائه بمبعوث من المرحوم الملك الحسن الثاني، عرض عليه العودة إلى وطنه للمشاركة في تسيير شؤونه، وسمعت منه شخصيا الحديث عما دار بينهما أثناء زيارة له بمقر إقامته بجنيف صحبة السي محمد اليازغي، وكانت له رغبة في العودة، ولكن بعد الانتهاء من عقد مؤتمر هافانا للقارات الثلاث.
فعديد من أصدقائه ورفاقه فوجئوا بتلك العملية الدنيئة، ولم يجدوا لها تفسيرا مقبولا، وما هو خفي وراء هذه الدعوة، هل كان رغبة سليمة لفتح صفحة جديدة مع الخصم الأول، أم فخ نصب له، له ما بعده؟ فاختطاف الشهيد كان مثار اهتمامات واسعة لدى الرأي العام العربي والدولي، تناولته مختلف الصحف العالمية ومن مختلف تلاوينها، وما يزال ملفه يحتفظ بقوته، حيث تكتشف تواطؤات من طرف أجهزة الأمن المغربية والفرنسية، وبعض الدول ما تزال مستمرة في فرض الحجز على الحقيقة، عن مكان اغتياله ومكان جثته، والطرفان الفرنسي والمغربي متابعان بكشف الحقيقة لعائلته الصغيرة وللشعب المغربي قاطبة.

سؤال: بلا شك تابعت تأكيد أحمد البخاري، في إحدى شهاداته، أنه كان لأحرضان يد في التآمر ضد بنبركة؟
جواب: كل ما يمكن أن أقوله هو إن المحجوبي أحرضان يشكل عضوا فاعلا من أعوان المرحوم الملك الحسن الثاني، شارك في حكوماته المتوالية أثناء اختطاف المهدي بنبركة، وله علاقات مباشرة وحميمية مع الجنرال أوفقير وأحمد الدليمي وجنرالات آخرين، ولا يمكن أن أشهد بشيء عير هذا.

سؤال: وما تعليقك على وصف شباط المهدي بنبركة بالقاتل؟
جواب: لربما نسي شباط أو تجاهل أن المهدي بنبركة واحد من قادة حزب الاستقلال، ويجهل كذلك أن اتهام بنبركة باغتيال عباس المساعدي كان في إطار الحملة المغرضة، التي تشنها الأحزاب القديمة الجديدة على حزب الاستقلال، يحملون شعارات محاربة هيمنة الحزب الوحيد، ويمارسون التآمر من خلال أزمة حكومة البكاي وتمردات عامل تافيلالت وأحداث الريف، فتصريحات شباط تسيء لحزب الاستقلال، ولا تمس المهدي بنبركة، المعروف بعطاءاته الهادفة ليس بالمغرب فحسب، بل على الصعيد العربي والدولي، وكفاه فخرا أن يكون أحد مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية الآسيوية، وجرى اختطافه وهو على أهبة تحضير البرنامج الأساسي لتوحيد شعوب القارات الثلاث، فهذه التصريحات المجانية إساءة، أيضا، لرموز حزب الاستقلال أمثال علال الفاسي وأحمد بلافريج ومحمد بنعبدالجليل ومحمد اليزيدي، أدعو بعض القادة الذين يوجدون حاليا ألا يلتزموا الصمت عنها.

سؤال: كان لكم في منظمة 23 مارس تعامل خاص بخصوص قضية الصحراء، فما هي مقاربتك للقضية؟
جواب: نعم أعترف أنه كان لنا تعامل خاص مع القضية الوطنية، كما أن مواقفي تتناسب مع وضعي في الخارج، ومع خطابي، الذي يبرز الأخطاء، التي تسببت في وضع قضية تحرير الصحراء على الرف. ولدى عودتي إلى الوطن، لم أتأخر عن مواكبة معركة التحرير إلى جانب القوى الديمقراطية، كانت لنا مواقف مشتركة نقدية للدبلوماسية الدفاعية المتبعة، التي يقوم بها أشخاص يجهلون أشياء كثيرة عن المعارك، التي يقودها مناضلون صحراويون في صفوف جيش التحرير. وفي إطار هذه الديبلوماسية، هناك من لا يتصف بالغيرة، وحمية الدفاع عن الوطن، فكيف تطلب هذه الحمية لدى أناس لهم دور أساسي في طي ملف الصحراء في بداية الستينيات من القرن الماضي.
تصحيحا منا للدبلوماسية الضعيفة، وقع اختيارنا، كقوات ديمقراطية، على رؤية للدفاع عن ملف الصحراء، بالانخراط في الدبلوماسية الشعبية. ففي سنة 1991، قام وفد من أحزابنا الثلاثة، الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، بتدشين لقاءات مباشرة مع أحزاب مغاربية في كل من الجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا، بهدف فتح حوار حول القضايا المشتركة، من بينها قضيتنا الصحراء المغربية.
وكانت لنا خطوة موفقة حينما قمت أنا والسي عبدالرحمن اليوسفي والأستاذ محمد العربي المساري بزيارة إلى الجزائر، واستضافنا أحد رفاق هواري بومدين، السي الشريف بلقاسم، لمأدبة عشاء حضرها ما يفوق عشر شخصيات من وجوه جبهة التحرير، من بينهم الأمين العام للجبهة الشريف بن الساعدية، وعبدالعزيز بوتفليقة، ومر النقاش في جو ساخن، ولكن في جو حميمي، عبر فيه جميع المتدخلين عن أسفهم للوضع، الذي وصلت إليه العلاقات بين الدولتين. وخلال هذه المأدبة، عبر لنا عبدالعزيز بوتفليقة عن رغبته في إيجاد حلول مرضية بين البلدين لهذا المشكل، وقال لنا بالحرف إن "المرحوم هواري بومدين كان عازما على حل مشكل الصحراء مع الملك الحسن الثاني، وجرى تحديد موعد على أساس أن يكون بينهما لقاء في بروكسيل لولا أن المنية وافت هواري بومدين". كما أجرينا لقاءات مع شخصيات جزائرية بارزة، من بينهم أحمد الطالب الإبراهيمي، وختمنا لقاءاتنا بعقد ندوة صحافية حضرها ممثلو أغلب الصحف الجزائرية، الذين لا يكنون الاحترام للمغرب، ووضعهم لقاؤنا في إحراج باعتبارهم جددا في المهنة، ويجهلون أشياء كثيرة عن ملف الصحراء وعن معركة التحرير، التي خضناها جميعا، سواء على الصعيد السياسي أو أثناء الكفاح المسلح، كما يجهلون أشياء كثيرة عن الصحراء، وأسباب هذا الصراع.
لقد سجل الوفد نتائج إيجابية، وشرحنا تفاصيل كل الإشكالات، التي وضعت البلدين في هذا المأزق. فهذه الزيارة هي الأولى من نوعها، يمكنها أن تفتح الأمل في أن ينتقل النقاش إلى فضاءات مغاربية، خاصة عند الأحزاب السياسية بالجزائر، من حيث لا يهتم أغلبها بمشكل الصحراء، وإنما تستخدمها جماعة من قادة الجيش الشعبي لأسباب غير مقنعة.

سؤال: ما الذي دفع عبدالعزيز بوتفليقة إلى تغيير موقفه بعد ذلك؟
جواب: في تقديري الشخصي أن الجيش الجزائري هو الذي يمارس الحكم بشكل مطلق، وخصوصا ما بعد الانتصارات، التي حققها حزب ذو طبيعة إسلامية في الانتخابات البرلمانية، ولقد أقيل الرئيس الشاذلي بنجديد من منصب الرئاسة عندما رفض الضغوط المنصوبة عليه لإلغاء الانتخابات، عديد من قادة جبهة التحرير لم يستمروا في رئاسة الجمهورية، واتجهت قيادة الجيش إلى أحد القادة التاريخيين المعتكف بالمغرب، وقبل تحمل مسؤولية رئاسة الجمهورية، بإلحاح من أصدقائه ومن قادة الجيش الحقيقيين.
غير أن اختيارات المناضل محمد بوضياف كانت بعيدة عن تلبية طموحات الجنرالات، سواء في ما يخص مسيرة الدولة الحديثة على أسس من الشفافية والنزاهة، أو حول المشاكل العصيبة، التي تواجهها البلاد، خاصة قضية الصحراء المغربية. فكل المعلومات والتوقعات الواردة عن اغتيال الشهيد بوضياف توحي أن تصفيته سياسية، ولها علاقة من قريب أو بعيد بالقضية، ويعتبر شهيدا في سبيل الصحراء المغربية وفاء منه للتاريخ المغاربي، وهو أحد صناعه.
في هذا الاتجاه وقع اختيار عبدالعزيز بوتفليقة، لملء هذا الفراغ، في شروط لا يملك من القوة والنفوذ إلا تاريخه النضالي، رفقة المرحوم هواري بومدين، وقدرته التي اكتسبها كوزير للخارجية مع الرئيس أحمد بنبلة، وكذا في عهد حكم هواري بومدين، وتعرف عنه أدوار رائعة لعبها في الدبلوماسية الجزائرية، وكذا نجاحاته في الميدان السياسي في قضية الصراع مع المغرب.
عديد من أصدقائه ينتظرون منه أن يتحرر من ضغوطات الجنرالات ليتمكن من أخذ مبادرات شجاعة تحرر الشعبين الجزائري والمغربي من مأزق لا مخرج منه إلا بإدراكه أن سياسة التعنت أو التجاهل للحقائق التاريخية والإنسانية لن تؤدي في النهاية إلا إلى ما لا تحمد عقباه.

سؤال: ما هو تقييمك لدخول الأصالة والمعاصرة إلى الحياة السياسية؟
جواب: حزب الأصالة والمعاصرة يحمل عنوانا براقا، ولكنه لن يبتعد عن تجربة "الفديك" في بداية الستينيات من القرن الماضي، حين تأسس حزب لقيط وصل إلى أغلبية سريعة بفضل الجهاز الإداري، وشكل فتحا لمسلسل من الخريطة السياسية المصنوعة، تحمل أسماء متنوعة لدى الجماهير، حزب وزارة الداخلية، أحزاب الإدارة، حزب كوكوت مينوت، دامت أزيد من أربعة عقود، لم تستطع خلالها أن تحقق بديلا عن القوى الوطنية والديمقراطية، الطامحة إلى تحقيق تغييرات سياسية ودستورية. فتجربة "الفديك" قادت البلاد إلى حالة شاذة من الفساد والارتشاء والزبونية، وإلى أوضاع مأزومة لم يشهد فيها المغرب حياة من الطمأنينة والثقة، ولا أعتقد، من خلال تجربتي في الحياة السياسية، أن الفرد لوحده بإمكانه أن يحقق ما حققته الأصالة والمعاصرة في ظرف وجيز لن يتعدى شهرا فقط.

سؤال: لكن قيادة "البام" تؤكد أنها تحمل مشروعا حداثيا ديمقراطيا لا يمت بصلة لتجربة "الفديك"؟
جواب: ما حدث هو أن ما يسمى بالأحزاب الإدارية خلقت جوا من الانتهازية السياسية عندما سيطرت على الوضع العام، وبات الناس يلتحقون بها لأهداف انتفاعية محضة وبعيدة عن أية قناعة، وبغرض الظفر بمقعد في البرلمان أو الحكومة والتقرب من الملك، وأنا أقول إن اليوم الذي سيفقد فيه فؤاد عالي الهمة نفوذه، سيجري نعي حزب "البام"، ولنتساءل: هل يتوفر هذا الحزب على برنامج سياسي متقدم مقارنة مع الأحزاب الأخرى؟

سؤال: لكن الهمة أكد في أكثر من مناسبة أنه دخل غمار هذه التجربة عن قناعات وأنها لصالح البلاد؟
جواب: في تقديري الشخصي، الهمة دخل غمار سياسة خاطئة عندما أراد تأسيس حزب يقدم ضمانة ألا تكون التيارات الأصولية هي السائدة، وهذا خطأ فادح، لأنه بدل أن تجد الأحزاب الديمقراطية فضاءات من الحرية، وتمنح لها الإمكانيات اللازمة لارتباطها المباشر بالجماهير، يجري تأسيس حزب من لا شيء، ولن يحقق شيئا أكثر مما حققته تجربة "الفديك" من تعقد وفساد.

سؤال: كنت من المساهمين، سنة 1992، في تأسيس الكتلة الديمقراطية، كيف عشت تلك المرحلة من حياتك؟
جواب: على أية حال، أنا أعتز باعتباري واحدا من الذين لعبوا دروا مهما في خلق الكتلة الديمقراطية، وفي التنسيق بين الأحزاب السياسية، التي تشكلت منها، انطلق هذا التوجه منذ عودتي إلى المغرب في 8 مارس 1981، وطيلة مشاركتنا في المؤسسات الدستورية، وعرف البرلمان آنذاك نوعا جديدا من الحيوية بفعل معارضة منسجمة في عهد أحمد عصمان، وبعده أثناء جلال السعيد، وكنا نشكل قوة نشطة، كما أن الرأي العام الوطني استقبل مبادرة تنسيقنا بمتابعة شديدة، ولديه أمل كبير في التغيير وتحقيق الإصلاحات المنشودة، والكتلة تهدف من خلال ميثاقها وبرنامجها إلى إصلاحات حقيقية للوصول إلى مؤسسات دستورية ذات صلاحيات تشريعية وحكومية لها وسائل تنفيذية يقودها وزيرها الأول، كما تؤسس لقضاء مستقل ونزيه، قبل أن تنقلب الأمور بشكل عكسي، وتفقد الكتلة بريقها.

سؤال: وماذا بقي من روح هذه الكتلة؟
جواب: أعتبر أن الكتلة الديمقراطية فقدت وزنها منذ انخراط أغلبية أعضائها في استفتاء دستور 1996، ومشاركتهم في حكومة التناوب دون الحصول على ضمانات جدية، وعندئذ فقدت الرصيد الذي تحقق من خلال نضالاتها الأولى، وانطفأ إشعاعها منذ ذاك الوقت.
لقد دخلت الكتلة في مفاوضات مع المرحوم الحسن الثاني سنة 1993، وعرض عليها تشكيل حكومة أقلية، وأنه سيعطي توجيهاته للأغلبية الموجودة في البرلمان للتصويت لنا، ولم نصل إلى اتفاق، وفي لقاء ثان سنة 1994، عبر لنا جلالته عن رغبته في العمل معنا في ما تبقى من حياته، ولكن قيادة الكتلة لا تحمل تصميما يجعلها قادرة على قبول هذا العرض، ولكنها قبلت المشاركة الإيجابية في التصويت بنعم على دستور لا يحمل جديدا عما سبقه في العقود السابقة، ورفضنا نحن في منظمة العمل المشاركة في التصويت عليه، رغم كل المحاولات القوية، التي جرت في هذا الصدد، بلغت حد التهديد، الذي تلقيته من وزير الداخلية، والتحاق جزء من المنظمة بالمشاركة في التصويت بنعم.
من هنا فقدت الكتلة المبادرة .

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

بيان أصيلة : انحسار الوضع السياسي و هيمنة الدولة على الحقل السياسي و الاستفراد بالقرارات الهامة

الحزب الاشتراكي الموحد - المكتب السياسي
بيان أصيلة
في إطار التحضير للمؤتمر الوطني الثالث للحزب الاشتراكي الموحد نظم مكتب فرع الحزب بأصيلا وبتنسيق مع مكاتب فروع جهة طنجة – تطوان لقاءا جهويا تواصليا يوم 07 نونبر 2010 بأصيلا.
وقد تميز هذا اللقاء بحضور الأمين العام للحزب الرفيق محمد مجاهد الذي ألقى بالمناسبة عرضا سياسيا تطرق فيه إلى الوضع السياسي بالبلاد وآفاق المؤتمر الوطني الثالث للحزب الاشتراكي الموحد المزمع عقده في شهر مارس القادم، كما تميز أيضا بالنقاش المثمر لمداخلات ممثلي الأرضيات .
وقد أكد مناضلو الحزب المشاركون في هذا اللقاء من خلال تدخلاتهم وتفاعلهم مع العرض السياسي الذي قدمه الأمين العام للحزب صحة التحليل الذي عبرت عنه مواقف حزبنا من الوضع السياسي بالبلاد و المتسم بالانحسار و هيمنة الدولة و مواصلتها التحكم في الحقل السياسي والاستفراد بالقرارات الهامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتنصلها من تأمين الخدمات الاجتماعية، وأكدوا على ضرورة إنجاح المؤتمر الوطني الثالث لحزبنا الذي ينعقد في ظرفية سياسية دقيقة تتطلب تعميق النقاش في الأرضيات والتفاعل الإيجابي فيما بينها لتكون لحظة المؤتمر لحظة تاريخية قادرة على الإجابة بشكل قوي على الأسئلة المؤرقة السياسية والتنظيمية تفتح آفاقا وآمالا جديدة لليسار وللشعب المغربي ، كما وقفوا على ما تعرفه الجهة الشمالية من متغيرات اقتصادية وسياسية وما يتطلبه ذلك من سن سياسة جهوية ديمقراطية ومنفتحة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة والحد من مظاهر الفساد ونهب الثروات وتفويت المناطق السياحية والغابوية والمقالع الرملية.
وبعد النقاش المثمر الذي طبع أشغال اللقاء الجهوي سجل المشاركون الخلاصات التالية:
1. التأكيد على مطلب الإصلاحات الدستورية والسياسية كمدخل لأي إصلاح حقيقي للأوضاع السياسية والاجتماعية والحقوقية ببلادنا.
2. الانخراط الجماعي في التحضير للمؤتمر الوطني الثالث لحزبنا وتنظيم لقاءات جهوية لترسيخ التواصل وتعميق النقاش في مختلف القضايا السياسية والتنظيمية والجهوية .
3. إدانة الاعتداءات والمضايقات التي يتعرض لها مناضلو ومناضلات الحزب بسبب مواقفهم ونضالاتهم الجماهيرية ونخص بالذكر الرفيق جمال العسري عضو المجلس الوطني للحزب الذي تعرض لاعتداء شنيع من طرف القوات المخزنية في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها التنسيقية المحلية لمناهضة ارتفاع الأسعار بطنجة والرفيق محمد سعيد بن شبتيت نائب كاتب فرع الحزب بشفشاون وممثل الحزب بالجماعة الحضرية بالمدينة التي تعرض أيضا لمضايقات وتعسفات إدارية .
المكتب السياسي أصيلة في : 07 نونبر2010

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

فاعلون حقوقيون و سياسيون في وقفة احتجاجية يوم الاحد 3 دجنبر تندبدا بالاعمال الإجرامية للانفصاليين

من أجل التنديد بأحداث العنف التي عاشتها مدينة العيون، وبالأعمال الوحشية
والإرهابية التي مارسها الانفصاليون في حق القوات العمومية وفي حق الممتلكات العامة
والخاصة؛

♦ومن أجل التنديد بالمؤامرات الدنيئة التي تحاك ضد وحدتنا الترابية من طرف الطغمة
العسكرية الحاكمة بالجزائر وقادة الحزب الشعبي الإسباني، الذين يحنون للعهد
الاستعماري البائد، واستنكار الموقف المتسرع للبرلمان الأوروبي اتجاه قضيتنا
الوطنية؛

♦ومن أجل التنديد ببعض وسائل الإعلام الإسبانية التي شنت حربا إعلامية شرسة ضد
وحدتنا الترابية، باستعمال كل الوسائل الدنيئة والبغيضة لتزييف الحقائق ونشر
الأكاذيب، والتغاضي عن الجرائم البشعة للانفصاليين من خلال عمليات الذبح والتقتيل
والتنكيل بالجثث التي مارسوها في تعارض تام مع كل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان؛

♦ومن أجل الوقوف أمام الأرواح الطاهرة لشهداء وحدتنا الترابية،

تدعوكم الهيئات الديمقراطية المحلية لحضور الوقفة التي ستنظم يوم الجمعة 3 دجنبر
2010 على الساعة السادسة والنصف مساء بساحة النافورة.


الهيئات المنظمة:

الأحزاب السياسية: حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، حزب المؤتمر الوطني الاتحادي،
الاتحاد الاشتراكي لقوات الشعبية، حزب التقدم والاشتراكية، الحزب الاشتراكي الموحد،
جبهة القوى الديمقراطية.
الهيئات النقابية: الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الاتحاد المغربي للشغل،
الفيدرالية الديمقراطية للشغل.
الهيئات الحقوقية:المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، الجمعية المغربية لحقوق
الإنســـــان.
الجمعيات: اتحاد الصحفيين الرياضيين.

محمد ياسر اكميرة في تأبين الفقيد الحسين الإدريسي


محمد ياسر اكميرة

الوداع يا رفيقي الحسين … إذا كنت قد رحلت عن جسدك وسلمت روحك لبارئها، فإنك لم ترحل عنا… إنك تعيش فينا… لازلت تلازمنا في حركاتنا وسكوننا كما كنت… لك الحق أن تغيب بعذر، أنت الذي لم تعتذر يوما عن الحضور الواعي والمسؤول والمناضل، لك الحق أن تغمض جفنيك هنيهة قبل أن تستيقظ ثانية فينا لنكمل معك مسيرة النضال المرير… غيابك عنا فرصة لنا لم تتحها لنا لنقول لك شكرا لأنك لا تحب أن يشكرك أحد، لكن استحملني قليلا أيها الرفيق فلطالما استحملت الصعاب بهمة صامدة وبألم دفين كان أقصى تعبيرك عنه هو جمع أصابع يدك في قبضة قوية ترفعها عاليا ليستحيل الألم إلى وحدة… إلى قوة.. إلى شموخ… شكرا أيها الرفيق على كل دقيقة من الليالي الطوال التي سهرناها معا إلى بزوغ شمس اليوم الموالي مناقشين ومسطرين لبرامج عمل على مختلف الواجهات… شكرا لك على كل شبر من الكيلومترات الطوال التي قطعناها سويا لمساندة القضايا العادلة للمواطنين في مناطق عدة من ربوع الوطن الذي عشقته حتى الموت… شكرا لك على سهرك الليالي لتخط أوراقا وأفكارا ومشاريع تأتيني بها صباحا تطلعني عليها لتأخذ رأيي فيها أولا… تسحب من جيبك ورقة تلو الأخرى مخاطبا إياي: انظر يا رفيق هذه نزلت مع الثالثة صباحا وهذه مع الخامسة… فمتى كنت تنام أيها الرفيق؟؟؟؟ وبتواضعك المعهود كنت تقول لي هي فقط أفكار أولية يجب أن “نعجنها” معا، وبالفعل كنا “نعجنها” معا لساعات طوال قبل أن تصبح مشاريع أوراق، وورقات تقنية ومالية لأنشطة، وخطط عمل، وبيانات، ومقالات… الخ، شكرا لك على كل جرعة شاي أخضر ساخن سكبتها في كأسي كلما برد واقترب من النفاذ قائلا: سخن ألرفيق… شكرا لك على اهتمامك بتفاصيل حياة كل واحد من رفاقك وبأوضاعهم وبأحوالهم الصحية والاجتماعية وقلقك عليهم، ولطالما كنت تهمس لي بذلك: الرفيق فلان عندو شي حاجة يجب أن ندعمه، حالة الرفيق فلان معاجبانيش هذه الأيام، الرفيق فلان ربما يجتاز صعوبات، يجب أن نقنع الرفيق فلان بزيارة الطبيب… مهما قلت يا رفيقي فلن أوفيك حقك من الشكر فاعذرني ونم مطمئنا، سنكمل مسيرتك من أجل الوطن الذي حلمت به لتحلق روحك فوقه بسلام… تصبح ونصبح على وطن يا رفيقي

عن مدونة الرفيق مصطفى لمودن.

الأحد، 28 نوفمبر 2010

اليسار بمدينة القنيطرة يتدد بالجرائم الهمجية للانفصاليين بالصحراء ، و يؤكد ان ربح قضيتنا الترابية يستلزم إصلاحات سياسية عميقة

تحالف اليسار الديمقراطي القنيطرة، في: 23 نونبر 2010

الهيئــــة المحليـــة

القنيطــرة

بيـــــــــــــان

اجتمعت الهيئة المحلية لتحالف اليسار الديمقراطي بالقنيطرة يوم الثلاثــــاء 23 نونبر 2010بمقر حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وتدارست مستجدات القضية الوطنية، وخاصة الأحداث الأليمة التي عاشها مخيم ازديك ومدينة العيون، والتي أفرزت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وتنكيل بالجثث بسبب، العنف الهمجي والوحشي الذي مارسته العناصر الانفصالية المدعومة من جهات أجنبية كشفت بالملموس عن عدائها السافر للمغرب وحقدها الدفين لوحدتنا الترابية.

وأمام هول الكارثة التي حدثت، وحجم الخسائر التي حصلت، فإن الهيئة المحلية لتحالف اليسار الديمقراطي بالقنيطرة وإذ تتقدم بتعازيها لأسر شهداء وحدتنا الترابية، تعلن للرأي العام ما يلي:

- تدين العنف الهمجي والوحشي الذي مارسه الانفصاليون، والذي يندرج في إطار مخطط تآمري يقف من ورائه وللأسف النظام الجزائري، الذي سخر كل الإمكانيات وكل الوسائل لاستهداف وحدة شعبنا وبلادنا، ويزج بالمنطقة في آفق مسدود، تؤدي ثمنه غاليا شعوب المنطقة.

- يدين الهجمة الشرسة لجزء من وسائل الإعلام الإسباني،التي يقودها الحزب الشعبي اليميني، هذا الإعلام كان بعيدا عن الموضوعية والمهنية في نقل وتغطية الأحداث، حيث يغض الطرف عن الجرائم والانتهاكات الجسيمة المرتكبة من البوليزاريو والجزائر وكان دنيئا في توظيفه الرخيص والغير أخلاقي لصورة أطفال غزة وجريمة الدار البيضاء ، وكان متغاضيا عن نقل صور الذبح والتقتيل الهمجي الذي كانت تقوم بها ميلشيات الانفصال بالعيون.

- تعتبر أن ما حصل هو نتيجة طبيعية لفشل تدبير الدولة لملف الصحراء وعلى كافة المستويات، تدبير قام على منطق التحكم والاستفراد، وعلى نهج سياسات كرست الفساد والمحسوبية والزبونية، وعلى تغييب البعد الديمقراطي الاجتماعي في المشاريع التنموية بالمنطقة.

- تؤكد أن ربح رهان القضية الوطنية يمر بالضرورة عبر جعل القضية شأنا وطنيا وشعبيا عاما وتحصين الجبهة الداخلية، التي تبقى السند الشرعي و الوحيد لوحدتنا الترابية، عبر القطع مع سياسة الريع والامتيازات والتمييز بين المواطنين وإرساء دعائم الديمقراطية الحقيقية، التي تستلزم القيام بإصلاحات دستورية وسياسية عميقة وضمان الحريات والحقوق والتوزيع العادل للثروة الوطنية.

- تهيب بكافة الإطارات السياسية الديمقراطية والنقابية والحقوقية المحلية للتصدي لهذه الهجمة الشرسة التي تستهدف قضية وحدتنا الترابية باتخاذ ما يلزم من مبادرات وخطوات نضالية مناسبة دفاعا عن حقنا المشروع في وحدة شعبنا وفي وحدة أراضينا واسترجاع المدينتين السليبتين سبة ومليلية والجزر التابعة لهما.

تحالف اليسار الديمقراطي

حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي *حزب المؤتمر الوطني الاتحادي *الحزب الاشتراكي الموحد

الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

فروع الحزب الاشتراكي الموحد بجهة الغرب تعزي الرفيق عبد اللطيف اليوسفي


ببالغ الحزن و الأسى تلقى مناضلات و مناضلو الحزب الاشتراكي الموحد بجهة الغرب الشراردة بني أحسن وفاة والدة رفيقنا عبد اللطيف اليوسفي ، عضو المكتب السياسي للحزب ، يومه الأربعاء 10/11/2010 .
و على إثر هذا المصاب الجلل ، يتقدم مناضلو الحزب الاشتراكي الموحد بالجهة بأحر التعازي القلبية و أصدق الموساة لرفيقنا عبد اللطيف .. راجيين من الله العلي القدير أن يتغمذ المرحومة بواسع رحمته ، و يلهم ذويها الصبر و السلوان .

الحزب الاشتراكي الموحد - جهة الغرب الشراردة بني أحسن .

تكريم الرفيق الحسين الإدريسي : نضال، صمود، وفاء…

تكريم المناضل الحسين الإدريسي في سيدي سليمان

مصطفى لمودن .

تستعد هيئات محلية بسيدي سليمان لتنظيم حفل تكريم خاص بالرفيق الحسين الإدريسي يوم الأحد 14 نونبر ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال بدار الشباب، واتخذ للتكريم شعار "نضال ـ صمود ـ وفاء ـ الحسين الإدريسي عضو لجنة حكماء الحزب الاشتراكي الموحد وكاتب سابق لنفس الفرع، ورئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ومنسق تنسقيية مواجهة ارتفاع الأسعار وتدني الخدمات العمومية.. ومعروف عنه كذلك انشغاله بالعمل النقابي والجمعوي، من ذلك الجامعة الوطنية للأندية السينمائية وطنيا ومحليا، مؤسس وعضو المجلس الوطني لجمعية "العقد العالمي للماء"(ACME-Maroc) أو غيرها الكثير، وعلى مستوى الحي حيث هو رئيس وودادية بالحي الذي يقطنه، وعلى المستوى التنموي إذ هو عضو مسؤول في جمعية تنموية بجهة سوس.. متقاعد كمدرس للاجتماعيات بالثانوي التأهيلي، كاتب بالعربية والفرنسية، ومعروف عنه كذلك أنه أدى ضريبة الاعتقال السياسي ضمن ما يعرف بسنوات الرصاص.. وسبق أن ترشح في الانتخابات المحلية بسيدي سليمان وعلى المستوى الوطني من أجل البرلمان، مؤخرا أجرى الرفيق الحسين الإدريسي عمليتين جراحيتين متتابعتين، كللتا بالنجاح، وهو يحتاجنا جميعا من أجل تجاوز الصعوبات الصحية التي مازال يعانيها. نتمنى له الشفاء العاجل…
مطلوب منا جميعا مساندة الرفيق لما أسداه من تضحيات ونكران للذات

الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

مناقشة أرضيات المؤتمر بسيدي سليمان يوم الاحد 14 نونبر

محمد ياسر كميرة - كاتب الفرع المحلي للحزب الاشتراكي الموحد بسيدي سليمان .

اجتمع مساء اليوم الثلاثاء مكتب فرع سيدي سليمان وبعد أن تدارس عدد من النقط والإكراهات وبارتباط مع مواعيد حزبية في مدن أخرى، قرر أن ينظم نشاط نقاش الأرضيات المقدمة للمؤتمر الثالث للحزب بسيدي سليمان يوم الأحد 14 نونبر الجاري على أن نوافيكم بباقي التفاصيل لاحقا، فالمرجو من الرفاق أصحاب الأرضيات أن يدرجو هذا الموعد في أجنداتهم وأن يأكدوا حضورهم لأعضاء مكتب الفرع، وتحية رفاقية

فروع جهة الغرب للحزب الاشتراكي الموحد تناقش أرضيات المتمر الثالث

مصطفى لمودن
من أجل التحضير للمؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد، أعد عدد من الرفاق والرفيقات الأعضاء أرضيات تعا...لج وضع المغرب والآلية الحزبية المناسبة للمرحلة، وفي هذا الصدد حضر إلى القنيطرة يوم الأحد 24 أكتوبر 2010 كل ممثلي الأرضيات السبع المنتظر عرضها على المؤتمر القادم للحزب الاشتراكي الموحد في غضون شهر مارس، خالد رحيل ممثلا عن... أرضية "التغيير الممكن"(الصورة من اليمين) عبد الله خلوف المسير كاتب فرع الحزب بالقنيطرة، محمد بولامي عن "الأزمة وإعادة البناء"، أيمن المرزوقي عن "تحرير الحقل السياسي المغربي من هيمنة ووصاية المخزن"، علال البصراوي عن "الإصلاح الحزبي أولا، خطا وتنظيما"، محمد العوني عن "بيان اليسار المواطن"، محمد الوافي عن "الثورة الهادئة، من أجل مغرب الحرية والديمقراطية والعدالة"، مصطفى الحطاب ممثلا لأرضية "منطلقات في إعادة التأسيس، قضايا ومطارحات"... وقد ساهم في التسيير كذلك سعيد عبد الله صلاحو من فرع القنيطرة، وبالإضافة إلى حضور أعضاء وعضوات من فرع القنيطرة، تابع وساهم في النقاش أعضاء من الدار البيضاء، ومراكش، وطنجة، وسيدي سليمان،والرباط، وخريبكة وسوق الأربعاء ووزان، تمارة.
امتدت العروض المقدمة والنقاشات إلى أزيد من أربع ساعات رغم الضبط الشديد للحصص الزمنية، وقد كان النقاش مثمرا وواضحا غمرته روح الرفاقية والمسؤولية من أجل صالح الوطن، وتجاوز كل الثغرات المسجلة على عمل الحزب... وإذا كان قد أعلن معدو بعض الأرضيات عن الاستعداد المشترك للمؤتمر، فهناك نية وعزم من قبل آخرين من أجل نفس العمل

فروع الحزب الاشتراكي الموحد بالشال تلتئم في أصيلا

في اطار التحضير للمؤتمر الوطني التالث للحزب الاشتراكي الموحد ينظم فرع أصيلة بتنسيق مع فروع جهة الشمال لقاء تنظيميا وفق البرنامج التالي

- س10 : استقبال المشاركات و المشاركين

- س10/30د : لقاء تواصلي لفروع جهة الشمال مع الرفيق الأمين العام للحزب ...محمد مجاهد .

- س12/46د : ندوة صحفية مع وسائل الاعلام المكتوبة و السمعية البصرية.

- س 14/00 : وجبة الغداء.

- س15/15د :تقديم و مناقشة الأرضيات المقدمة للمؤتمر:

منطلقات في اعادة التأسيس قضايا ومطارحات : أحمد دابا -

تحرير الحقل السياسي المغربي من هيمنة ووصاية المخزن : أيمن المرزوقي -

الأزمة و اعادة البناء :محمد الساسي -

بيان اليسار المواطن : نبيلة منيب -

الأرضيات المشتركة : عبد الغني القباج -

الثورة الهادئة : من أجل مغرب الديمقراطية والحرية والعدالة

المستقـــــــبل : الإصلاح الحزبي أولا، خطا وتنظيما

وجهــــة نظــــر : التغيير ممكن

- س 18/30د : البيان الختامي للقاء التنظيمي بجهة الشمال للحزب الاشتراكي الموحد.

و ذلك يوم الأحد 7 نونبر 2010 بمركز التكوين والاصطياف بأصيلة قبالة محطة القطار

الأربعاء، 28 يوليو 2010

بيان فرع الحزب بأوطاط الحاج يدين فيه التهجم على الحزب من طرف مستشار في حالة سكر



عقد المجلس البلدي لاوطاط الحاج دروته العادية المخصصة لدراسة ثلاث نقط يوم الاثنين 26 يوليوز 2010. و أثناء سير أشغال الدورة و بعد التصويت على النقطة المتعلقة بتحويل اعتمادات خاصة بالأعوان العرضيين و التي امتنع عن التصويت لصالحها الرفيقان علي الرامي و الميلود بوعاصم مطالبين بالتحقق من عدد الاعوان و هوياتهم و معرفة حقيقة الأمر، انبرى احد المستشارين في حالة سكر؛ و هو المعروف بحربائيته الدائمة، متقلب باستمرار و "كاري حنكو"...؛ فوجه سيلا من الشتائم تجاه رفيقينا في ما يشبه تفجير لمكبوتات اتجاه الحزب و مناضليه و في سباق محموم ضد الساعة من اجل إرضاء أولياء نعمته، فنطق بعبارات يخدش لها الحياء، و زاد في الأمر بأن هدد هو و أحد أعضاء المكتب بحرمان الدوائر الانتخابية التي ينوب عنها رفيقينا من أي اعتمادات مستقبلية عقابا لهما عن معارضتهما. و قد وقع كل هذا بحضور رئيس المجلس الذي أظهر عن ضعف كبير في ضبط و تسيير أشغال الدورة و حضور سلطة الوصاية أيضا. إن مكتب الحزب الاشتراكي الموحد باوطاط الحاج ، و هو يستحضر كل الحيثيات التي صاحبت انعقاد دورة المجلس البلدي المشار إاليها اعلاه، يؤكد على ما يلي:
- إن إهانة رفيقينا علي الرامي و الميلود بوعاصم إهانة للحزب و مناضليه و للمواطنين الذين اختاروا عن طواعية و اقتناع وضع ثقتهم في مرشحي النزاهة بعيدا عن أسلوب شراء الذمم الذي أطر كل العمليات الانتخابية التي شهدتها اوطاط الحاج. ·
- إن أسلوب العربدة الذي نهجه المستشار المذكور هو تحقير و اذلال لمؤسسة المجلس البلدي الذي لم يعد بإمكانها حماية مستشاريها فكيف لها أن تحمي مصالح المواطنين؟؟؟
و بناء عليه فإننا نعلن للرأي العام المحلي ما يلي:
1. إداتنتا الصارخة لما بدر من المستشار المذكور خلال الجلسة و تحميلنا المسؤولية كاملة لرئيس المجلس البلدي في ما وقع.
2. تضامننا المطلق مع رفيقينا علي الرامي و الميلود بوعاصم و وقوفنا إلى جانبهما. 3. استعدادنا الدائم للقيام بكل ما يكفله لنا القانون دفاعا عن حق المواطنين في التعبير و عن حق مناضلينا في فضح كل الخروقات التي تطال عمل المجلس البلدي.
عن المكتب. الكاتب؛ محمد أجدال

الاثنين، 26 يوليو 2010

بيان المكتب الوطني ل "حشدت" يدين الأحكام اللاستئنافية للمعتقلين السياسيين الستة و في مقدمته الرفيق حميد نجيبي



تلقى المكتب الوطني لحركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية باستياء بالغ تأكيد الحكم الابتدائي الصادر في حق الرفيق حميد نجيبي عضو اللجنة المركزية لحشدت وذلك بإدانته بسنتين سجنا نافدة بعد استئناف الحكم الابتدائي. و يأتي هذا الحكم و الذي طال باقي المعتقلين السياسيين الخمسة الآخرين و بعقوبات قاسية في إطار الفشل الذريع للدولة المغربية في معالجة هذا الملف الملفق الذي طال رفيقنا حميد نجيبي و ارتباطا بذلك فإن المكتب الوطني للحركة يعلن:
1 - إدانته الشديدة للأحكام السياسية القاسية الصادرة في حق المعتقلين السياسيين الستة و في مقدمتهم رفيقنا حميد نجيبي و يدعو إلى مراجعة هاته الأحكام بالشكل الذي يضمن حرية العمل السياسي و قدسيته.
2 – إن الأحكام القاسية تأتي في سياق إعادة ترتيب المشهد السياسي المغربي مع ما يستتبعه من المزيد من إغلاق الحقل السياسي و التضييق على القوى الديمقراطية و مصادرة الحريات و الحقوق الأساسية في منحى تراجعي خطير للعمل السياسي بالمغرب. 3 – عزمنا الاستمرار في النضال من أجل إزالة الأحكام الصادرة في حق رفيقنا مع التضامن اللامشروط مع باقي المعتقلين السياسيين .
المكتب الوطني يوليوز 2010

الجمعة، 23 يوليو 2010

مناضلو القنيطرة للحزب و الشبيبة يقدمون تعازيهم الحارة للرفيق صلاحو.

ببالغ الحزن و الأسى تلقينا نبأ وفاة خالة رفيقنا عبد الله صلاحو سعيد ، عضو مكتب الحزب الاشتراكي الموحد و الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالقنيطرة ، يومه الجمعة 23/07/2010 . و على إثر هذا المصاب الجلل ، تتقدم مدونة الحزب الاشتراكي الموحد ، نيابة عن كل رفيقاته و رفاقه في الاشتراكي الموحد و حشدت ، بأحر التعازي القلبية و أصدق الموساة . راجيين من الله العلي القدير أن يتغمذ المرحومة بواسع رحمته ، ويلهم ذويها الصبر و السلوان .

الاثنين، 19 يوليو 2010

بيان الحزب الاشتراكي الموحد لإدانة المحاكمات غير العادلة للمعتقلين السياسيين الستة

تلقى المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد بصدمة كبيرة الأحكام الصادرة بحق المعتقلين السياسيين الستة في المرحلة الاستئنافية من المحاكمة ، حيث تم الحكم على معتقلي الرأي الخمسة :القادة السياسيون محمد المرواني ، المصطفى المعتصم ، الأمين الركالة ، ماء العينين العبادلة والصحفي عبد الحفيظ السريتي، بعشر سنوات سجنا نافذة ، في حين تم تثبيت الحكم الابتدائي الصادر في حق المناضل حميد نجيبي. ليتم اختتام فصول هذه المحاكمة المهزلة التي أعادت بلادنا خطوات إلى الوراء في انتهاك حقوق الإنسان. والمكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد ، إذ يجدد رفضه لهذا الفصل المأساوي من انتهاك الحقوق والحريات ببلادنا من خلال الزج بقيادات سياسية وإعلامية معروفة بنضالها من أجل الديمقراطية والحوار والتعددية واحترام كرامة المواطنين في ملف خلية إرهابية مزعومة ، يؤكد الآتي :
- إن الطبيعة السياسية لهذه المحاكمة المفبركة لم تعد تخفى على أحد، وارتباطها بعملية إعادة ترتيب المشهد السياسي ببلادنا على أسس تخدم استراتيجية الدولة في إطار حسابات سياسوية ضيقة ، مسألة لم يعد يرقى إليها الشك.
- إن الخروقات الكبرى التي عرفتها هذه المحاكمة ، بدءا باختطاف المتهمين وتعذيبهم ، وتلفيق المحاضر المزورة لهم وحرمانهم من الحق في المحاكمة العادلة وافتقاد الأدلة على التهم الموجهة إليهم ، وما رافق هذا الملف في أطواره المختلفة من تجاوزات، يؤكد طبيعة وظيفة القضاء ببلادنا الذي لا يزال خاضعا للسلطة التنفيذية تستعمله وفقا لأجندتها البعيدة عن تحقيق مصالح البلد والمواطنين.
والمكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد الذي يدعو الهيئات السياسية والمدنية الديمقراطية ببلادنا إلى مواصلة تعبئتها من أجل فضح هذه المهزلة القضائية والنضال من أجل قضاء مستقل ونزيه وصيانة حقوق الإنسان والحريات ، يجدد دعوته الدولة المغربية لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في هذا الملف والقطع مع ظاهرة الاعتقال السياسي واستهداف العمل الحزبي المستقل بأساليب بائدة تخرق الحقوق وتضرب استقرار البلد في الصميم. عن المكتب السياسي

الجمعة، 16 يوليو 2010

الحزب الاشتراكي الموحد يعزي الرفيق (المواطن البسيط ) محمد بولعيش في وفاة والده .

ببالغ الحزن والأسى تلقى المكتب السياسي للحزب نبأ وفاة والد رفيقنا محمد بولعيش عضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج؛ بهذه المناسبة الأليمة يتقدم المكتب السياسي باسم كافة مناضليه بأحر التعازي وأجمل المواساة للرفيق محمد بولعيش ولأسرته الصغيرة والكبيرة متمنية للجميع الصبر و السلوان. عن المكتب السياسي

الاثنين، 12 يوليو 2010

في إطار تخليد الذكرى (31) لتأسيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، قراءة في نتائج المؤتمر التاسع :

الالتباسات المرجعية و الأزمة التنظيمية الخانقة للجمعية .

القنيطرة : حميد هيمة .
نظم الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة القنيطرة ، مساء يوم الخميس 08/07/2010 بقاعة غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات ، ندوة لتسليط الضوء على نتائج المؤتمر التاسع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان . باعتباره مؤتمرا أثار جدلا واسعا في صفوف المناضلين و في محيط الجمعية ، و هو ما دفع الفرع المحلي بمدينة القنيطرة ، كما أشار المسير ، لتنظيم هذه الندوة لتوضيح ظروف و ملابسات و نتائج هذا المؤتمر . و قد حضر في هذه الندوة الحقوقية عدة هيأت حزبية و منظمات شبيبية و مركزيات نقابية .

1- الأستاذ محمد السكتاوي : الإنسان قبل السياسة .
- أسس رئيس أمنستي – المغرب عرضه المتمحور حول " قواعد الحياد و الاستقلالية في الهيآت الحقوقية "، بتفكيك مفهومي الحياد و الاستقلالية في الهيآت الناشطة في المجال الحقوقي ؛ باعتبارهما شرطين أساسين للفعل الحقوقي الموضوعي الذي ينحاز ل "الإنسان قبل السياسة ". ثم انتقل لاقتراح و طرح عدة آليات إجرائية تساهم ، حسب الأستاذ السكتاوي ، في تحصين المنظمات الحقوقية من الانحراف عن مبدأ الحياد أو السقوط في تبعية حزبية أو سياسية تضرب في العمق استقلالية المنظمة الحقوقية . و تناول العرض بالتحليل ، من الناحية المنهجية ، شروط الحياد و الاستقلالية و آليات بلورتهما في صياغة و بناء المواقف الحقوقية . فيما يلي أهم خلاصات العرض :

أ- تفكيك مفاهيمي للحياد و الاستقلالية .
- إذا كان الحياد ، حسب رئيس فرع امنستي - المغرب ، هو مقاربة القضايا المختلفة بروح الانفتاح و بدون تحيز مسبق أو ذاتية أو خلفية معينة ، بما يمكن من إصدار القرارات ، فقط ، على أرضية و قيم حقوق الإنسان الكونية ؛ فإن الاستقلالية ، هي أن تكون المنظمة قادرة على بلورة المواقف خارج أية وصاية أو تأثير خارجي لأية سلطة سياسية أو مالية أو عقائدية ،،، الخ .

ب- مجالات تطبيق قواعد الحياد و الاستقلالية .
- حصر الأستاذ " محمد السكتاوي " ، مجالات تطبيق قواعد الحياد و الاستقلالية في ثلاث مجالات ، و هي : مجال تقصي الحقائق المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان ، مجال الأبحاث و اتخاذ القرار ، مجال تنظيم الحملات و الأنشطة الإعلامية و النضالية . و تتفرع عن كل مجال عدة أنشطة تفصيلية ، اقترح ، من خلالها الأستاذ " السكتاوي محمد " ، آليات إجرائية لتأمين حياد و استقلالية المنظمات الحقوقية . و في ختام مداخلته ، أكد المحاضر على ضرورة التزام الجمعيات الحقوقية بقاعدتين ذهبيتين ، وهما :أولا ، عدم تأييد أو معارضة الحكومات و الأنظمة السياسية . ثانيا ، عدم تأييد أو معارضة أراء الضحايا . كما شدد على أن النضال الحقوقي يجب أن يركز على قضايا حقوق الإنسان بعيدا عن أي اديولوجيات الحكومة أو معتقدات الضحايا : الإنسان قبل السياسة .


2- الأستاذ محمد الصبار : الجمعية تعاني من التباسات مرجعية و أزمة تنظيمية خانقة.
- في بداية مداخلته ، أكد الأستاذ " محمد الصبار " ، القيادي السابق في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، على ضرورة الدفاع عن هذا الإطار الحقوقي من منطلق كفاحي ، تعددي و ديمقراطي . لكنه ، أضاف أن الانتساب للجمعية لا يعفي مناضليها و مناضلاتها من مناقشة و تدارس الأزمة التنظيمية و الالتباس الفكري للجمعية ، كمحصلة لممارسات هيمينة و غير ديمقراطية . و قد شكل المؤتمر التاسع للجمعية لحظة إعلان عن هذه الأزمة المركبة ، لكن الوجه الإيجابي لهذه الأزمة هو تحرير النقاش و نزع القدسية عن هذا الإطار الحقوقي المناضل ، و إشراك المجتمع في مناقشة قضاياه الداخلية . كما نبه إلى أن الانكباب على تدارس مشاكل الجمعية لا يروم تبخيس الفعل الحقوقي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان . و قد تركزت مداخلة الأستاذ "محمد الصبار " حول القضايا التالية : حيثيات و نتائج المؤتمر التاسع ، مظاهر الأزمة المركبة ، الحصيلة ... فيما يلي تركيز لأهم مضامين المداخلة :
أ- المؤتمر التاسع : نجاح شكلي و فشل المضمون الديمقراطي .
- اعتبر الأستاذ "محمد الصبار " أن المؤتمر الأخير للجمعية عرف نجاحا شكليا ، من حيث احترامه لبعض المقتضيات الشكلية : انعقاده في الزمن المحدد و استيفائه لجدول الأعمال و انتخاب اللجنة الإدارية و المكتب المركزي ، إلا أن المؤتمر أفرغ من مضمونه الديمقراطي على خلفية عجزه / فشله في تدبير الاختلاف في عدة قضايا خلافية ( العلمانية ، الأزمة التنظيمية ، الصحراء المغربية ،،،) ، و مصادرة تقارير اللجان و إحالتها ، كأول سابقة في مؤتمرات الجمعية ، إلى اللجنة الإدارية التي لم يراع في انتخابها احترام نمط الاقتراع السري أو لجنة الترشيحات ، و هو ما يشكل خرقا قانونيا و تنظيميا . إن طريقة فرز "الأجهزة " المنبثقة عن المؤتمر، يضيف الصبار ، تحكم فيها هاجس الهيمنة العددية للتيار المهيمن ، وهو ما أدى إلى إقبار و تصفية التنوع الفكري و السياسي و العقائدي ...الخ.
ب- الالتباسات الفكرية و المرجعية :
- تتعدد مظاهر الضبابية و الالتباس الفكري و الانحرافات التنظيمية للجمعية ، على عهد القيادة الحالية ، و يمكن الإشارة إلى مظاهرها ، على سبيل الذكر لا على سبيل الحصر ، في قضايا العلمانية و الجماهيرية و التباس الهوية و الأزمة التنظيمية و تغليب الموقف السياسي على التعاطي الحقوقي ، كأعطاب بنيوية ناجمة عن انحرفات مسترسلة للتيار المهيمن ، فيما يلي تركيز لأهم أوجه و تجليات الأزمة التي تتخبط فيها الجمعية :
*سؤال العلمانية : هل العلمانية مطلب حقوقي أم وصفة سياسية ؟
- إن العلمانية ليست مطلبا حقوقيا و إنما هي ، حسب الأستاذ محمد الصبار ، وصفة سياسية ، على اعتبار انعدام أي نص أو صك أممي في الشرعة الدولية يتضمن مبدأ العلمانية . و هذه الأخيرة ليست "معيارا" قاطعا لتحديد الطبيعة الديمقراطية لنظام معين من عدمه : ففي تركيا ، خلال المرحلة السابقة ، و في اسبانيا الفرنكاوية كان نظامهما يقوم على فصل الدين عن الدولة ، لكنهما لم تكن دولتين ديمقراطيتين ، بل دولتين استبداديتين. إن المطالبة بالعلمانية ، و استدماجها في المطالب الحقوقية للجمعية ، يؤشر ، إلى جانب التباسات مرجعية أخرى ، على ضبابية في تحديد أولويات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على عهد القيادة الحالية ، و يؤكد الالتباس الحاصل في القاموس الحقوقي ( الامبريالية ، الدولة المخزنية ،،،الخ) غير المنسجم مع المرجعيات الحقوقية ؛ الذي يعانيه التيار المهيمن على قيادة الجمعية .
*الجمعية بين طموح الجماهيرية و السقوط في التجييش العددي :
- ميز الناشط الحقوقي " محمد الصبار" بين " الجماهيرية" و التجييش في الفعل الاستقطابي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، حيث اعتبر الأولى ، الجماهيرية ، تقاس بمدى تأثير المنظمة الحقوقية في محيطها في سياق نضالها من أجل تنميط وعي الجمهور و تشريبه الثقافة الحقوقية . و أوضح الصبار أن الجمعية سقطت ضحية للتجييش الكمي في غياب البنيات الاستقبالية و ضعف التأطير و التكوين الحقوقي . بالمقابل ، فالجمعيات الحقوقية هي قوة معنوية و ليست قوة عددية . و اعتبر أن هذا التجييش العددي الخاضع لولاءات قبلية يوظفه التيار المهيمن على أجهزة الجمعية ل "حسم " القضايا الخلافية في إطار ديمقراطية شكلية تجهز على تنوع الحساسيات الفكرية و المقارباتية ، وتؤسس لسيادة رأي و موقف وحيد للاتجاه المهيمن عدديا في المؤتمر الأخير للجمعية . و في مقابل هذا التجييش الكمي ، فإن الجمعية عجزت عن استقطاب نخب و أطر جديدة تعزز الموارد البشرية لهذا الإطار الحقوقي المناضل .
* سؤال الهوية : هل الجمعية منظمة ثورية أم حركة إصلاحية ؟
- مهد الرفيق "محمد الصبار " جوابه عن السؤال المطروح في شأن هوية الجمعية بالتأكيد على أن دور المنظمات الحقوقية ليس هو الثورة على الأنظمة القائمة ، و إنما ينحصر عملها في التمهيد لنضال الحركات الاجتماعية و تأطير الضحايا للدفاع عن حقوقهم و إشاعة الثقافة الحقوقية ... و هو ما يجعل من المنظمات الحقوقية ، و ضمنها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، ضمن حركات إصلاح و تدرج تساهم في خلق فضاءات من الحرية ليتمتع الناس بحقوقهم . إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، على عهد التيار المهيمن عدديا ، يشرح القيادي السابق في الجمعية ذاتها ، يراد لها أن تتحمل فوق طاقتها و أن تقوم مقام الأحزاب و النقابات ، كمظهر من مظاهر الانفلات في هوية و ادوار الفعل الحقوقي . و خلص المحاضر ، إلى أن مهام الجمعيات الحقوقية ليس هو تحطيم الاستغلال ، بل تلطيف هذا الاستغلال ؛ باعتبار أن التغيير هو من مهام الأحزاب و الحركات السياسية .
* قواعد العمل الحقوقي : هل التزمت الجمعية موقف الحياد في قضية الصحراء ؟
- أسس الأستاذ " محمد صبار" مقاربته لهذا المحور ، بالتأكيد على خلاصات العرض الذي قدمه الأستاذ " السكتاوي " في شأن قواعد الحياد و الاستقلالية في العمل الحقوقي ، حيث تساءل : هل الجمعية التزمت موقف الحياد في قضية الصحراء المغربية ؟ و في سياق إجابته عن السؤال المطروح ، أكد المتدخل على ضرورة اضطلاع الجمعية بمهامها في فضح كل مظاهر الانتهاكات مهما كان مصدرها في الصحراء المغربية . و استغرب ، في هذا الصدد ، للصمت المطبق للجمعية ، على عهد القيادة المهيمنة عدديا ، إزاء العديد من الخروقات و الانتهاكات الجسيمة الممارسة في مخيمات تندوف ؛ و التي ، أي الخروقات بمخيمات تندوف ، تتعرض للإدانة من طرف العديد من المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان . بالمقابل ، نبه إلى السرعة في بلورة الجمعية لمواقف متسرعة ، وذات خلفية سياسية ، إزاء العديد من الأحداث في الأقاليم الجنوبية . و هو ما يعني ، بالنتيجة ، انعدام حياد الجمعية في هذه القضية .
ج – انفجار الأزمة التنظيمية لحظة المؤتمر :
- شكل المؤتمر التاسع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لحظة إعلان / انفجار الأزمة الكامنة في الجمعية . و هي أزمة مركبة ، اتخذت عدة مظاهر، استحضر منها الأستاذ "محمد الصبار " الآتي : دلالة عدد المتحفظين / ات و المعارضين للتقارير الأدبية و المالية المعروضة على المؤتمر ، الانسحاب من المؤتمر لمكونات معتبرة ووازنة داخل الجمعية ، التراشق الإعلامي و الصراع في الواجهات الالكترونية بين مكونات و حساسيات الجمعية ، التفريط / الإجهاز على الديمقراطية النسبية ، انتخاب جهاز مبتور و تخصيص مقاعد شاغرة للمنسحبين و المنسحبات ، تعرض الجمعية لهجوم من طرف قوى معادية لحقوق الإنسان ،،، الخ . و أكد "محمد الصبار" ، في معرض تسليطه الضوء على الأزمة الكامنة في الجمعية قبل المؤتمر ، التي عدد منها : ضعف الحضور في الندوات الوطنية ، ضعف الحضور في الجموع العامة للفروع ، ضعف فاعلية العديد من الأعضاء ضمن (10000) عضو(ة) مبطق(ة) ،مركزة مفرطة للقرار من طرف المكتب المركزي باعتباره صانع للقرار و منفذ له في نفس الآن . و أشار المتدخل إلى سوء التدبير المالي من خلال تضخم في فواتير الهاتف ، و الإصرار على إصدار جريدة " التضامن " ، كنشرة غير مقروءة حتى من لدن أعضاء الجمعية ، و هو ما يستنزف ماليتها .
د- حصيلة حركية و فقر التراكم الفكري :
- أمام الالتباس الحاصل في إدراك هوية و دور الجمعيات الحقوقية ، و بلورة مواقف حقوقية محكومة بخلفيات سياسية مسبقة ، فإن حصيلة الجمعية ضعيفة على المستوى التراكم الفكري قياسا إلى الإنتاج الفكري لبعض المنظمات الحقوقية الوطنية ؛ حيث يلاحظ ، مثلا ،غياب التقارير الموضوعاتية ، الدراسات الحقوقية، التقارير الموازية ،،،الخ) . و حدد الرفيق "محمد الصبار" طبيعة الحصيلة بكونها حصيلة "حركية " يغلب عليها الوقفات الاحتجاجية و القوافل التضامنية ،،، الخ .

3- شهادات بدون قيود حول المؤتمر التاسع :
- هل نجح المؤتمر أم فشل ؟ سؤال يكثف أهم التدخلات التي أعقبت العرضين الذين تقدما بهما الأستاذين "محمد السكتاوي" و " محمد الصبار" . فبالنسبة للعديد من التدخلات ، اعتبرت أن المؤتمر التاسع كان ناجحا لعدة اعتبارات . من جانب أخر ، نددت تدخلات أخرى بالهجوم الذي تتعرض له الجمعية من طرف قوى معادية لحقوق الإنسان ، والتمست تأسيس لجنة للتضامن مع الجمعية . هذا و قد شددت العديد من المداخلات على فشل المؤتمر التاسع؛ بالنظر للانزلاقات التي تعرفها الجمعية و للالتباس الفكري و المرجعي . و الانحراف في بناء مواقف حقوقية ذات أجندة سياسية في التعاطي مع قضية الصحراء و العلمانية ....الخ. كما أثار المتدخلون لمظاهر الأزمة التنظيمية التي تنخر الجمعية ، و التي تمظهرت في الالحاقية الحزبية للجمعية ، كممارسات غير ديمقراطية ، و تصفية الاختلاف بالاستناد على أغلبية كمية
.

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان - فرع القنيطرة



ينظم مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالقنيطرة ندوة بمناسبة الذكرى 31 لتأسيس الجمعية حول "نتائج المؤتمر الوطني التاسع للجمعية" ، وذلك بغرفة التجارة والصناعة والخدمات يوم الخميس 8 يوليوز 2010 على الساعة السادسة والنصف مساءا. يؤطرها:

* محمد الصبار .
* مصطفى الشافعي.
* محمد السكتاوي .

احتفال حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية فرع القنيطرة بفعاليات اليوم الفلسطيني .


تقرير لمدونة الحزب الاشتراكي الموحد : عبد الله صلاحو سعيد .
احتضنت قاعة بلدية القنيطرة مساء يوم الأحد 4 يوليوز 2010 ندوة سياسية حول مستجدات القضية الفلسطينية نظمتها حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية بالقنيطرة أطرها الأساتذة:

. خالد السفياني : منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة الشعبين العراقي و الفلسطيني ، الأمين العام للمؤتمر القومي العربي ؛
· عبد الإله المنصوري : عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد ، عضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر القومي العربي .

وفي الكلمة التقديمية للندوة ، التي أدار أشغالها ، الرفيق حميد هيمة ، استحضر فيها الموقف الثابث للقوى الديمقراطية و التقدمية ، وضمنها المنظمات الشبيبية الديمقراطية و التقدمية ، من القضية الفلسطينية ؛ باعتبارها قضية وطنية . كما تطرق لأهم المحطات الأساسية / المفصلية التي حكمت المسار التاريخي للقضية الفلسطينية في ارتباط مع النضال القومي الذي خاضه الشعب المغربي وفي طليعته نضال الحركة التقدمية المغربية. واختتم هذه الكلمة بطرح أسئلة تأطيرية لهذه الندوة التي تركزت حول مستجدات القضية الفلسطينية وآفاقها ومهام القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية المغربية اتجاه قضية اعتبرتها حشدت ، و كل الشبيبات الديمقراطية و التقدمية ، قضية وطنية بامتياز.
وقبل إعطاء الكلمة للمحاضرين، رحب الرفيق أشرف المسيح ، كاتب فرع حشدت بالقنيطرة ، في كلمة بالمناسبة الحاضرين من هيئات سياسية ونقابية وشبيبية وجمعوية، وشكر كذلك الأخ السفياني و الرفيق عبد الاله المنصوري، واعتبر تنظيم هذه الندوة بمثابة إسهام من حركة الشبيية الديمقراطية التقدمية من أجل جعل القضية الفلسطينية ضمن اهتمامات وانشغالات الشباب المغربي، ومن أجل كذلك مواصلة النضال التاريخي الذي خاضته الحركة التقدمية المغربية.


مداخلة الرفيق عبد الإله المنصوري ، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد :
توقف عند السمات العامة التي تطبع القضية الفلسطينية في ارتباطاتها الإقليمية والدولية ، ووضع القضية في سياقها التاريخي، مع التأكيد على الدعم الإمبريالي للمشروع الصهيوني وتداول الدول الإمبريالية بريطانيا فرنسا وأمريكا على دعم المخططات الصهيونية. وانعطف في مداخلته على أبراز دور المقاومة في مواجهة هذا الكيان الغصب . و ثمن النتائج و الانتصارات التي أدت ، حسب المتدخل ، إلى تراجع المشروع الصهيوني مستدلا في ذلك على العديد من المؤشرات الواضحة في المجال العسكري والسياسي والاستراتيجي. و أشار القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد ، كذلك لتراجع دور معظم الأنظمة العربية في إسناد ودعم النضال الفلسطيني وخاصة بعد انهيار جدار برلين، هذا في الوقت الذي يعرف فيه العالم تنامي مضطرد لحركات التضامن العالمي خاصة بعد العدوان الصهيوني على غزة في 2008. وبخصوص الارتباط الةثيق بين اليسار المغربي والقضية الفلسطينية، فقد أكد المتدخل على الدور الحيوي الذي لعبه اليسار منذ الستينات، واستطاع بنضاله تفكيك الكثير من المقولات التي كان يعتمد عليها هذا الكيان الغاشم لتسويغ جرائمه المتواصلة في حق الشعب الفلسطيني. كما أبرز أهمية الإعلام في دعم نضال الشعب الفلسطيني، حيث أكد على الدور الواضح الذي باث يلعبه الإعلام الحر في العالم من خلال فضحه للممارسات الإرهابية التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وهو ما أدى في نظره إلى فتح أفقا رحبا لتعبئة الرأي العام الدولي في دعم ومساندة القضية الفلسطينية. كما أشار في سياق متصل إلى دور بعض الدول في المنطقة من خلال المواقف والمبادرات المساندة للقضية الفلسطينية. وختم مداخلته في دعوة اليسار ليلعب دوره في استنهاض نضال الشعب المغربي الداعم والمساند للشعب الفلسطيني، ودعا إلى التشبث بالأمل في تحقيق النصر وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال. واستظهر مقولة ما ضاع حق وراءه مطالب، وكما انهار نظام الميز العنصري بجنوب إفريقيا سيزول الكيان الصهيوني.

مداخلة الأخ خالد السفياني:

انطلق الأستاذ خالد السفياني في مداخلته في تحديد طبيعة النظام الصهيوني القائم على استغلال ثروات وخيرات المنطقة، نظام تنخره تناقضات داخلية ارتبطت بمسار تشكل هذا الكيان عبر التاريخ، تناقض يمس الحياة التقافية والاجتماعية والسياسية لهذا الكيان. وأكد على ضرورة تحرير كل الأراضي الفلسطينية، وانتقد بشدة تعاطي النظام العربي الرسمي مع القضية الفلسطينية، تعاطي قام على التراجع في المطالب، تعاطي أكد السفياني بأنه خاضع لمنطق انهزامي مبتذل. كما أبرز من جهته أيضا المبررات والمسوغات التي تقف وراء إنشاء الكيان الصهيوني، الذي يتلقى دعما غير مشروطا من طرف الدول الإمبيرالية. بالمقابل كشف دور المقاومة في إعادة صياغة التوازنات الإقليمية بعد الهزائم الأخيرة التي تكبدها الكيان الصهيوني. وكشف أيضا بروز وعي عالمي لمتابعة ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، وتنامي التضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني، وانتقد بشدة بعض الأشكال والمبادرات الرامية إلى خلق جسور التطبيع في المغرب مع الكيان الصهيوني، هذا التطبيع الذي تتصدى له وبقوة مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين. وقد تفاعل الحضور مع مداخلة المحاضرين من خلال تسليط الضوء على بعض القضايا والإشكالات التي صبت في مجملها حول دور اليسار في دعم نضال الشعب الفلسطيني، واسترجاع ريادته في هذا المجال. وقد تميزت هذه الندوة بحضور عدد كبير من المواطنين والمواطنات الذين غصت بهم جنبات قاعة البلدية بالإضافة إلى ممثلي بعض الإطارات المحلية: · حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي · حزب المؤتمر الوطني الاتحادي · الحزب الاشتراكي الموحد · الكونفدرالية الديمقراطية للشغل · الاتحاد المغربي للشغل · الشبيبة الطليعية · الشبيبة الاتحادية · فصيل الطلبة القاعديين التقدميين · فصيل طلبة الخيار اليساري القاعدي التقدمي بالإضافة إلى ممثلي بعض المنابر الإعلامية الوطنية والحلية. وبعد نهاية الندوة كان الحضور مع أمسية إبداعية شاركت فيها مجموعة من الفرق الموسيقية والمسرحية، التي أتحفت الحضور بلمسات ورقصات فنية جميلة استحسنها الجمهور وصفق لها كثيرا.

الخميس، 1 يوليو 2010

بلاغ لجنة التنسيق للمنسحبين و المنسحبات من المؤتمر التاسع للجمعية المغربية لحقوق الانسان



دفاعا عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان كإطار حقوقي مستقل ديمقراطي و متعدد من أجل حماية حقوق الإنسان و النهوض بها.
تحت شعار دفاعا عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان كإطار حقوقي مستقل و ديمقراطي متعدد من أجل حماية حقوق الإنسان و النهوض به كما هي متعارف عليها دوليا،عقد المناضلون و المناضلات سواء منهم من سحبوا ترشيحم لعضوية اللجنة الإدارية أو الذين يتقاسمون معهم نفس الرأي، من حساسيات مختلفة، لقاءا بمقر الحزب الاشتراكي الموحد بالبيضاء يوم الأحد 27 يونيو 2010، تداسوا خلاله التداعيات التي حصلت بعد المؤتمر الوطني التاسع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان و أفاق العمل المستقبلي.
إن المناضلات و المناضلين المجتمعون من مناطق مختلفة، بعد التذكير بالحيثيات التي دفعت إلى اتخاذ هذا الموقف كأسلوب احتجاج على مسلكيات تخل بالممارسة الديمقراطية بالاعتماد على التجيش، الشيء الذي فوت على المؤتمر فرصة نقاش هادئ تتفاعل فيه الرؤى و المقاربات و المواقف، و بالتالي التوصل إلى أرضية للفعل المشترك، و رسم منهجية تفتح الطريق أمام مساهمة الجميع في بناء جمعية ديمقراطية تعددية و مستقلة يسجلون:
أن المؤتمر فوتت فيه النزعة التحكمية الفرصة لتشكيل أجهزة تعددية و متنوعة في تركيبتها، و اعتبروا أن المؤتمر قد فشل في التدبير الديمقراطي للتمثيلية في الأجهزة و الاختلاف في تناول بعض القضايا الموضوعاتية ، و شكل أجهزة غير متطابقة مع طبيعة تعددية نشطائها و نشيطاتها . و بهذه المناسبة يؤكد المناضلون و المناضلات على :
· أن سحب الترشيح لعضوية اللجنة الإدارية فعل احتجاج ضد منهجية تدبيرية غير ديمقراطية بمعناها العميق لا تسمح ببناء المواقف بشكل جماعي خاصة في بعض القضايا التي ظلت محط خلاف على امتداد مسيرة فعل الجمعية، كما أن موقف سحب الترشيح إعلان للقطع مع منطق الهيمنة أيا كان مصدره .
·
أن المناضلون و المناضلات إذ يسجلون تمادي الاتجاه المهيمن في ممارسة منهجية لا ديمقراطية في بناء أحادية الرأي داخل الجمعية، يساهم في إتاحة الفرصة للمعادين لحقوق الإنسان للتهجم عليها، لن يسمحوا باستغلال مواقفهم للنيل من مصداقية الجمعية و فعلها النضالي الذي تراكم بفعل مجهودات نشطائها و نشيطاتها،
·
استمرار مزاولة نشاطهم على مستوى الفروع كحركة تقويمية من اجل حكامة جيدة بداخل الجمعية على قاعدة المبادئ الكونية لحقوق الإنسان، و دفاعا عن جمعية تعددية و مستقلة ،
·
استمرار التنسيق بين المناضلين و المناضلات و خلق فضاء للحوار بين مناضلي الجمعية من اجل بلورة رؤية منهجية و تنظيمية تؤمن للجمعية الحيلولة من أية هيمنة حزبية مرحليا و مستقبلا،
·
فتح نقاش عمومي مع فاعلين مختلفين حول معوقات استقلالية الجمعية المغربية و تقوية منهجية الفعل الحقوقي،
عن لجنة التنسيق: علي عمار ، الشافعي مصطفى، الحسين - الرباط في 30 يونيو2010

صندوق التنبيهات أو للإعلان